زمن التفاهة

mainThumb

24-03-2025 04:05 AM

أظهرت وسائل التواصل الاجتماعي عبر الميديا والوسائط المتعددة (سناب شات، تيك توك، يوتيوب) وغيرها من المواقع خللاً فكرياً وتربوياً لدى الناشئة يندى له الجبين لم تستطع مؤسسات المجتمع المدني كالمدرسة والمسجد والإعلام ولا حتى الأسرة معالجته من خلال القيام بدورها المأمول في التوجيه والإرشاد.
بناء الأخلاق من أوجب الواجبات لدى الأمم، من منظور ديني بحت حث الإسلام على حسن المعاملات وبناء القيم الإسلامية لدى الفرد والمجتمع، في حين يتم النظر لدى غير المسلمين لبناء القيم عبر الأخلاقيات وليس من منظور ديني، تسعى كل الأمم من خلالها لتبني الإنسان حتى يكون لبنة نافعة لنفسه ومجتمعه.
نعود للحديث عن وسائل التواصل الاجتماعي سالفة الذكر، عندما تستعرض صفحاتها والمحتوى المنشور عبر قنواتها لا تجد في الغالب الأعم سوى منشورات التفاهة، أجساد عارية، وكلمات نابية، ورقص وفجور، ناهيك عن التشبه بالجنس الآخر في الملبس والمظهر، هدف تلك القنوات لفت الأنظار، معظم مشاهير الفلس الذين تصدروا محتواها لا يملكون سوى الاستعراض بالأجساد، عقولهم فارغة، وقلوبهم خاوية، لا يحسنون الكلام، وليس لديهم شيء له قيمة يمكن الإشارة إليه بالبنان.
الطامَّة الأعظم في تلك المنشورات هو عدد المتابعين والمعجبين، من خلال الرصد والمتابعة لمشاهير الفلس ترى العجب، فعدد المتابعين والمعجبين بالملايين أو حتى مئات الآلاف، تقفز إلى الذهن تساؤلات عدة، ما هو المحتوى الذي له قيمة قدَّمه أولئك المشاهير في نظر المعجبين حتى تصل بهم درجة الاعجاب لهذا العدد، وما الذي يستقطب أولئك الناشئة لمتابعتهم والاعجاب بهم إلى هذا الحد ؟.
عند الاستقراء لبحث الأسباب التي تقف وراء هذا الحدث نجد أن هناك خللاً تربوياً هائلاً لم تستطع مؤسسات المجتمع المدني إصلاحه، فالتعليم يفتقد للتربية الحقيقية في عالمنا العربي من المحيط للخليج، غالباً ما يتم التركيز على العلوم البحتة والتجريدية لتزويد الطالب بالمعرفة دون توجيه السلوك، أما المسجد فلا يتطرق لتلك الموضوعات إلا فيما ندر، تفتقد الأسرة للطرق التربوية في التوجيه، أما المجتمع فغالباً يتأثر بالصوت الغالب دون النظر لسلامة المنهج الذي يحمله، قد يجد هذا الصوت الدعم المالي والمعنوي من المؤيدين للفكرة، هذا ما يشجع التافهين على البروز والشهرة في زمن التفاهة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد