الإخوان المسلمين : شريك في الإستقرار

mainThumb

22-03-2025 06:02 PM

لطالما شكّلت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن حالة خاصة في المشهد السياسي الأردني، حيث جمعت بين العمل السياسي النشط والدور الاجتماعي المؤثر، إلى جانب موقفها الثابت في دعم النظام الملكي خلال مختلف المحطات التاريخية التي شهدتها البلاد.

هذه العلاقة المميزة جعلت الجماعة طرفًا فاعلًا في حماية استقرار الأردن والمساهمة في تعزيز وحدته الوطنية. منذ تأسيس جماعة الإخوان المسلمين في الأردن في أواخر الأربعينيات، تبنّت الجماعة نهجًا وطنيًا معتدلًا يقوم على العمل السلمي والدستوري .

وخلال فترة حكم الملك الحسين بن طلال (رحمه الله)، واجه الأردن تحديات سياسية وأمنية كبيرة، بما في ذلك محاولات إنقلابية وأزمات إقليمية هددت أمن واستقرار البلاد.

في تلك الأوقات، كان موقف الجماعة واضحًا في الوقوف إلى جانب النظام الملكي ودعم استقرار الدولة. رفضت الجماعة بشكل قاطع الانخراط في أي أنشطة تهدد أمن المملكة، وفضّلت دعم النظام الحاكم والمساهمة في حماية استقرار البلاد من خلال العمل السياسي السلمي ولم يسجل التأريخ يوما أن خذلت او اصطدمت مع النظام الاردني , بل كانت نصيرا وظهيرا له .

هذا الموقف جعل الملك الحسين يُقدّر دور الجماعة، ما أتاح لها مساحة من الحرية للعمل الإجتماعي والسياسي ولهذا وذاك من المواقف الوطنيه المشرفه بقيت جماعة الأخوان المسلمين الحزب الأوحد الذي استمرفي العطاء منذ تاسيسه دون إنقطاع ( في اواخر الاربعينيات) رديفاً ونصيراً للدوله الاردنيه.

ومع تولي الملك عبدالله الثاني الحكم، واصلت الجماعة سياستها المعتدلة، مؤكدة دعمها للجهود الوطنية في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية. وحرصت الجماعة على تعزيز السلم المجتمعي من خلال الدعوة إلى الحوار والمشاركة السياسية البناءة. هذه المواقف عززت العلاقة بين الجماعة والقيادة الهاشمية، وأكدت مكانتها كقوة وطنية وحاضنه شعبيه حريصة على أمن البلاد واستقرارها ... .
تُعد جماعة الإخوان المسلمين أكثر القوى السياسية والحزبيه حرصًا على المشاركة في الانتخابات البرلمانية، ما يعكس التزامها بالعمل المؤسسي والدستوري. فقد شاركت الجماعة في مختلف الإستحقاقات الإنتخابية منذ ستينيات القرن الماضي، وكانت في العديد من الدورات البرلمانية الكتلة النيابية الأكبر تحت قبة البرلمان. هذا الحضور القوي لم يأتِ من فراغ، بل كان نتيجة ثقة المواطنين(قاعده شعبيه واسعه) ببرامج الجماعة الإصلاحية التي ركزت على تعزيز العدالة الاجتماعية، مكافحة الفساد، وتحسين ظروف الحياة المعيشية للمواطن الأردني. وقد أثبت نواب الجماعة كفاءتهم في طرح القضايا الوطنية، وتقديم مبادرات بنّاءة تهدف إلى النهوض بالوطن وخدمة المواطن.
رغم مواقف الجماعة الوطنية الواضحة، تعرضت في بعض الفترات لحملات تشويه تستهدف صورتها وتتهمها بارتباطها بأجندات خارجية. إلا أن هذه الادعاءات لم تصمد أمام تاريخ الجماعة الحافل بالمواقف الداعمة للأردن وقيادته. الجماعة أكدت مرارًا أنها تعمل ضمن إطار الدستور والقانون، وأن مشروعها الوطني يركز على قضايا الأردن وهموم مواطنيه( مشروع اصلاحي شامل). وقد برهنت على ذلك من خلال مواقفها الملتزمة بالحوار واحترام المؤسسات الدستورية، ما يعزز براءتها من أي اتهامات زائفة. إلى جانب دورها السياسي، أسهمت جماعة الإخوان المسلمين بشكل فاعل في دعم المجتمع الأردني من خلال مشاريع تعليمية وصحية وخيرية واسعة النطاق. فقد ساهمت الجماعة في إنشاء مدارس، مراكز طبية، وجمعيات خيرية تهدف إلى تحسين حياة المواطن الأردني، خاصة في المناطق الفقيرة والمهمّشة. هذا الدور الاجتماعي كان إنعكاسًا لرؤية الجماعة بأن العمل السياسي لا ينفصل عن خدمة المجتمع، ما جعلها تحظى بشعبية واسعة بين مختلف شرائح المجتمع الأردني.
جماعة الإخوان المسلمين في الأردن أثبتت عبر العقود الماضية أنها شريك رئيسي في إستقرار البلاد، من خلال مواقفها الداعمة للنظام الملكي، وانخراطها الدائم في العملية السياسية بوسائل سلمية وديمقراطية. لقد شكلت الجماعة نموذجًا للعمل السياسي المسؤول، حيث فضّلت الحوار والتعاون على التصعيد والمواجهة. إن الإنصاف والمسوؤليه (وانا لست من الجماعه ولا أُجالسها, وإنما للشهاده التي نسال عنها أمام الله) تقتضي الإعتراف بدور الجماعة في خدمة الأردن وشعبه وملكه، بعيدًا عن محاولات التشويه التي تهدف إلى تقليل شأنها والإيقاع بها. فبفضل مواقفها الوطنية ومساهماتها الإجتماعية، تبقى جماعة الإخوان المسلمين جزءًا أصيلًا من النسيج السياسي والإجتماعي الأردني لا يمكن تجاهله.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد