تحليلات: سقوط القصر نهاية مشروع الدعم السريع

mainThumb
جنود في الجيش فرحين بالانتصار

22-03-2025 01:23 AM

الخرطوم – السوسنة - في تطورٍ مفصلي بالصراع الدائر منذ عامين، أعلن الجيش السوداني، يوم الجمعة، استعادة السيطرة الكاملة على القصر الرئاسي ومباني الوزارات الحكومية وسط العاصمة الخرطوم، بعد معارك عنيفة مع قوات "الدعم السريع"، فيما أكدت مصادر عسكرية تدمير معدات القوات المناوئة وأسر كميات كبيرة من أسلحتها.
تفاصيل الانتصار العسكري:
وصف المتحدث باسم الجيش السوداني، النبيل عبد الله، العملية بأنها "انتصار ساحق" في ملحمة بطولية شملت محاور وسط الخرطوم ومنطقة السوق العربي ومحيط القصر الجمهوري. وأضاف في بيانٍ صحفي: "استعدنا رمز سيادة الأمة ودمرنا أفراد ومعدات الدعم السريع تدميراً كاملاً"، مشيراً إلى رفع العلم السوداني فوق قبة القصر كرمزٍ لعودة الهيبة.
من جانبه، اعتبر وزير الثقافة والإعلام، خالد الأعيسر، تحرير القصر "ملحمة كرامة اختلطت فيها دماء الشهداء بتراب الوطن"، قائلاً: "اليوم ارتفع العلم، وعاد القصر، والرحلة ماضية حتى يكتمل النصر". وتطرق إلى أن المعركة تجاوزت المواجهة العسكرية لتصير "رسالة خالدة للأجيال بأن الكرامة تُنتَزع بثبات الأبطال".
ردود الفعل السياسية والعسكرية:
فيما هنأت القوة المشتركة للحركات المسلحة الداعمة للجيش بالانتصار، واصفة إياه بــ"الخطوة المحورية لاستعادة هيبة الدولة"، حذّر ياسر عرمان، رئيس التيار الثوري الديمقراطي، من تداعيات دخول القصر "من بوابة 30 يونيو 1989"، داعياً إلى "برنامج نهضوي جديد" يحل أزمات الحرية والسلام.

من جهتها، حاولت قوات "الدعم السريع" التقليل من الخسارة، حيث أكد متحدثها الرسمي، الفاتح قرشي، أن "المعركة لم تنتهِ"، مدعياً تنفيذ عمليات عسكرية خاطفة داخل القصر. بينما ذهب مستشار قائد الدعم السريع، الباشا طبيق، إلى أن "سقوط القصر لا يعني خسران الحرب"، في إشارةٍ إلى استمرار الاشتباكات حوله.
الضحايا المدنيون وجريمة استهداف الصحفيين:
في جانبٍ مأساوي، أودى قصفٌ بطائرة مسيرة نفذته قوات "الدعم السريع" بحياة فريق إعلامي من التلفزيون السوداني أثناء تغطية الأحداث، مما أسفر عن استشهاد المخرج فاروق الزاهر، والمصور مجدي عبد الرحمن، والسائق وجه جعفر، وإصابة المونتير إبراهيم مضوي الذي لاحقاً توفي متأثراً بجروحه. ونعت نقابة الصحافيين الضحايا، مشيدةً "بتفانيهم في تغطية أخطر المهام".
تحليلات استراتيجية:
من وجهة نظر عسكرية، رأى المحلل حسام ذو النون أن استعادة القصر "إعلان نهاية انقلاب حميدتي"، واصفاً إياه بــ"الضربة القاصمة للمشروع الأجنبي  الطامع في السودان". وأوضح أن استراتيجية الجيش اعتمدت على "تشتيت قوات الدعم السريع وعزل قياداتها"، ما أفقدها القدرة على التحرك الاستراتيجي.
بدوره، توقع الباحث أحمد سليمان من "تشاتام هاوس" طرد "الدعم السريع" من الخرطوم قريباً، لكنه حذّر من استمرار النزاع في غرب السودان، مما قد يؤدي إلى "واقعٍ جديدٍ قائم على التقسيم".
المشهد الشعبي:
عبر مواطنون عن ارتياحهم لعودة الأمل، حيث قال محمد إبراهيم (55 عاماً): "تحرير القصر بداية النصر.. نريد عيشاً بلا خوف". بينما لا تزال تحديات إعادة الإعمار وملف الضحايا – الذين تجاوزوا 53 قتيلاً حسب مصادر حكومية – تلوح في أفق مرحلةٍ ما بعد المعركة، التي يُعتقد أنها فتحت باباً لتسويات سياسيةٍ طال انتظارها.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد