تأثير التعليمات الخارجية على المعارضة

mainThumb

22-03-2025 12:17 AM

في قرية "اللا ولاء"، حيث تتراقص الرياح بين المنازل المتصدعة، كان يعيش "مُتقلب"، الرجل الذي لا يعرف للولاء طعمًا ولا للانتماء معنى. كان يتقلب بين الولاءات كحبة بازلاء في قدر يغلي، لا يستقر على رأي ولا يثبت على موقف.
في الصباح، كان "مُتقلب" يرتدي قميصًا بألوان فريق كرة القدم المحلي، يهتف بحماس ويشجع بحرارة، كأنه ولد ليكون من مشجعي هذا الفريق. وفي المساء، كان يرتدي قميص الفريق المنافس، يهتف بحماس أكبر ويشجع بحرارة مضاعفة، كأنه لم يعرف فريقًا غيره في حياته.
كان "مُتقلب" يتقلب بين الأحزاب السياسية كفراشة بين الزهور، ينتقل من حزب إلى آخر، يمدح كل حزب على حدة، وينتقد كل حزب عندما ينضم إلى غيره. كان يلقي الخطب الرنانة، ويعد بالوعود الكاذبة، ويبيع الوهم للناس، ثم يختفي في اليوم التالي، ليظهر في حزب آخر، بوجه جديد ووعود جديدة.
كان "مُتقلب" يتقلب بين الأصدقاء كسمكة في شبكة صيد، يتملق هذا، وينافق ذاك، ويخون هذا، ويغدر بذاك. كان يبيع الأسرار، ويكشف الخفايا، ويشعل الفتن، ثم يهرب كالفأر المذعور، ليختبئ في جحر جديد.
في يوم من الأيام، قرر أهل القرية أن يلقنوا "مُتقلب" درسًا لن ينساه. اجتمعوا في ساحة القرية، وأحضروا له مرآة كبيرة، ووضعوه أمامها. قالوا له: "يا مُتقلب، انظر إلى وجهك في المرآة، هل تعرف هذا الوجه؟ هل تعرف هذا الرجل الذي لا يعرف للولاء طعمًا ولا للانتماء معنى؟".
نظر "مُتقلب" إلى وجهه في المرآة، فرأى وجهًا قبيحًا، وجهًا لا يملكه، وجهًا بلا هوية، وجهًا يتقلب بين الوجوه كحبة بازلاء في قدر يغلي. شعر بالخجل والعار، وانحنى برأسه خجلاً.
قال أهل القرية: "يا مُتقلب، لقد حان الوقت لتستقر، لقد حان الوقت لتختار جانبًا، لقد حان الوقت لتكون لك هوية، لقد حان الوقت لتكون لك ولاء وانتماء".
في تلك اللحظة، أدرك "مُتقلب" أنه كان يعيش حياة زائفة، حياة بلا معنى، حياة بلا هدف. قرر أن يتغير، قرر أن يكون له ولاء وانتماء، قرر أن يكون له هوية.
اختار "مُتقلب" أن يكون من أهل قريته، أن يكون منتمياً إلى وطنه، أن يكون مخلصاً لأصدقائه. تعلم أن الولاء والانتماء ليسا مجرد كلمات، بل هما أفعال، هما التزام، هما تضحية.


حفظ الله الاردن والهاشمين






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد