ترامب يستغل معاداة السامية لمهاجمة الجامعات

mainThumb

20-03-2025 06:18 PM

السوسنة - نشرت مجلة "نيويورك ريفيو أوف بوكس" مقالًا مطولًا للمؤرخ الأمريكي البارز كريستوفر أر براونينغ، المتخصص في تاريخ النازية والهولوكوست، تناول فيه تصاعد خطاب معاداة السامية في السياسة الأمريكية وارتباطه بسياسات الرئيس دونالد ترامب.

وأكد براونينغ في مقاله أن إدارة ترامب، "لو كانت جادة في مواجهة معاداة السامية، لبدأت بتنظيف بيتها الداخلي"، مُشيرًا إلى أن الحملة التي تقودها وزارة التعليم بقيادة ليندا ماكماهون – والتي هددت بقطع التمويل عن 60 جامعة أمريكية بحجة "عدم حماية الطلاب اليهود" – تُخفي خلفها أجندةً تهدف إلى "تقويض التعليم العالي وتجريده من تمويله"، وفق تعبيره.
استهداف الجامعات.. ذريعة لتمرير أجندة سياسية:
كشف المقال أن الإدارة الأمريكية ألغت في 10 مارس التمويل الفيدرالي لجامعة كولومبيا وجمدت 400 مليون دولار، بينما أرسلت وزارة التعليم تحذيراتٍ مماثلةً لعشرات الجامعات، مطالبةً إياها بضمان "حماية الطلاب اليهود من المضايقات". وعلّق براونينغ: "هذه الخطوات ليست سوى جزء من حرب ترامب على المؤسسات الأكاديمية التي يراها معاديةً لخطابه القائم على نظريات المؤامرة".
ترامب ومعاداة السامية: من الإعلانات الانتخابية إلى تحالف مع منكري الهولوكوست:
استعرض المؤرخ الأمريكي، الحائز ثلاث جوائز وطنية عن كتبه حول الهولوكوست، تاريخ ترامب مع الخطاب المعادي للسامية، بدءًا من حملته الانتخابية عام 2016، حين نشر إعلانين يربطان منافسته هيلاري كلينتون بـ"المال اليهودي"، مرورًا بتصريحه الشهير بعد أحداث شارلوتسفيل 2017 – حيث هتف متظاهرون نازيون "لن يحل اليهود محلنا" – بأن هناك "أشخاصًا طيبين على كلا الجانبين".
كما أشار إلى عشاء ترامب في 2022 مع المُغنّي كايني ويست (المشهور بمعاداة السامية) ومنكر الهولوكوست نيك فونتيس، قائلًا: "ترامب لم يبدِ أي اكتراث لخطورة هذه التحالفات، بل عزّزها بتصريحاته الأخيرة التي تُحمّل اليهود الأمريكيين مسؤولية هزيمته الانتخابية المحتملة".
من الكونغرس إلى غزة: خطاب الكراهية يتسع:
انتقد براونينغ دعم ترامب العلني للعنف غير المقيّد ضد الفلسطينيين، مشيرًا إلى تصريحاته التي تحث إسرائيل على "إنهاء الصراع في غزة بسرعة" دون مراعاة للضحايا المدنيين، واقتراحه "تطهير غزة عرقيًا" ونقل سكانها إلى دول أخرى. ووصف هذه الأفكار بأنها "تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية حسب معايير محاكمات نورمبرغ".
خدعة "حماية الطلاب اليهود".. ومهاجمة حرية التعبير:
رفض المؤرخ المزاعم التي تبرر حملة قطع التمويل عن الجامعات بحجة مكافحة معاداة السامية، مؤكدًا أن "الحرم الجامعي ليس فقاعةً معزولةً عن الخلافات المجتمعية"، وأن واجب الجامعات ينحصر في "حماية الحرية الأكاديمية ومواجهة المضايقات المباشرة، لا إسكات الرأي المخالف". وأضاف: "ترامب نفسه أبرز مروج لخطاب الكراهية، بدءًا من معاداة السامية إلى تأييد العنف ضد الفلسطينيين".
اختتم براونينغ مقاله بالتحذير من أن "عالم ترامب البديل"، القائم على نظريات المؤامرة وتزييف الحقائق، يُهدد ليس فقط اليهود أو الفلسطينيين، بل أسس الديمقراطية الأمريكية ذاتها. فالحملة ضد الجامعات محاولةٌ لتركيع مؤسساتٍ كانت دائمًا حصونًا ضد الاستبداد".

يُذكر أن المقال أثار ردود فعل واسعة في الأوساط الأكاديمية الأمريكية.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد