اليوم العالمي لمتلازمة داون: دعم وتمكين ودمج مجتمعي

mainThumb
تعبيرية

20-03-2025 04:46 PM

عمان - السوسنة

عندما تلقت سماح خبر إصابة ابنتها بمتلازمة داون من الطبيبة، اجتاحها شعور بالصدمة والحزن، إذ كانت طفلتها الأولى وفرحة عمرها. لكن مع مرور الوقت، تغيرت نظرتها بالكامل، وأصبحت تشعر بالندم على لحظات الحزن التي عاشتها، مدركةً أن ابنتها نعمة عظيمة في حياتها.

واجهت سماح تحديات كبيرة منذ ولادة طفلتها، لكنها تجاوزتها بفضل التعاون مع الأطباء والمتخصصين الصحيين، الذين ساعدوها في تحديد احتياجاتها الصحية، وتوفير العلاج المناسب، إضافة إلى تشجيعها على التواصل والتفاعل الإيجابي مع طفلتها.

تؤكد سماح، المعروفة بـ"أم جوانا"، على أهمية زيادة الوعي بمتلازمة داون، سواء من خلال التثقيف المجتمعي أو دمج هذه الفئة في المجتمع وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم. وتشير إلى أن انفصال زوجها عنها جاء نتيجة عدم تقبله لإنجاب طفلة مصابة بمتلازمة داون، لكنها وجدت القوة في ابنتها واستمرت في تقديم كل ما يلزم لها لضمان حياة كريمة وسعيدة.

يُذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت يوم 21 آذار/مارس يومًا عالميًا لمتلازمة داون، بهدف تعزيز الوعي بحقوق المصابين بها، ودعم دمجهم في المجتمع. ووفقًا لإحصائيات الأمم المتحدة، يولد ما بين 3000 إلى 5000 طفل سنويًا بمتلازمة داون، وتتطلب رعايتهم اهتمامًا خاصًا يشمل الرعاية الصحية المنتظمة، والعلاج الطبيعي، والتدخل المبكر في مجالات التعليم والدعم النفسي.

وفي الأردن، تواصل الجهات المعنية جهودها لدعم المصابين بمتلازمة داون وأسرهم، حيث تعمل وزارة التربية والتعليم على تعزيز برامج الدمج الشامل لذوي الإعاقة، مما يساعدهم على تنمية مهاراتهم الأكاديمية والاجتماعية وتعزيز استقلاليتهم. كما تلعب جمعيات مثل "جمعية الياسمين لأطفال الداون" دورًا بارزًا في توفير التوعية والتأهيل، وإطلاق مبادرات لدعم هذه الفئة، مثل تأسيس أول فرقة فنون شعبية على مستوى العالم العربي مكونة بالكامل من أشخاص مصابين بمتلازمة داون، بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية.

تؤكد أخصائية التربية الخاصة، الدكتورة فريال شنيكات، أن تخصيص يوم عالمي لهذه الفئة يساعد في نشر المعرفة العلمية الصحيحة حول متلازمة داون، وإبراز قدرات وإنجازات المصابين بها، إضافةً إلى تسليط الضوء على حقوقهم وتعزيز مشاركتهم الفعالة في المجتمع. كما تشير إلى أن المصابين يواجهون تحديات صحية وتعليمية، ما يتطلب توفير بيئة داعمة تساعدهم على تحقيق أفضل نوعية حياة ممكنة.

تظل قصة سماح نموذجًا للإرادة والصبر، وتثبت أن الحب والدعم قادران على تحويل التحديات إلى فرص للنمو والنجاح، ليس فقط للأطفال المصابين بمتلازمة داون، بل أيضًا لأسرهم ومجتمعاتهم .  

إقرأ المزيد : 






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد