مناوشات الحوثي والأمريكان

mainThumb

20-03-2025 04:44 AM

عندما كان لدى الانجليز والأمريكان الرغبة في الإطاحة بحكم طالبان في العام 2001م أعلن جورج بوش الابن مقولته الشهيرة "من لم يكن معنا فهو ضدنا"، ليدفع دول التحالف معه في تلك الحرب الشعواء التي أطاحت بحكم طالبان، تلاها دخول قوات برِّية تمركزت في العاصمة كابل وضواحيها لعقدين من الزمن.
في ذات السياق وفي العام 2003م شنَّت قوات التحالف الأنجلو أمريكية حملة على العراق لإسقاط نظام صدام حسين بدعوى امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل، ولا نزال نذكر كيف أمطرت قوات التحالف سماء بغداد بالقذائف التي تسببت في قتل ما يزيد على مليون قتيل وتهجير الملايين إلى شمال العراق ودول الجوار.
تضاعفت القوة التسليحية لدى أمريكا بين الفترة 2003م حتى العام 2025م، هذه القوة كانت ولا تزال برداً وسلاماً على ايران وأذرعها بالمنطقة، فالتهديد اللفظي بين ايران وأمريكا مستمر منذ نشوء الثورة الخمينية حتى اليوم، على الرغم من وصف كلاً منهما للآخر بالشيطان الأكبر.
يخطئ من يعتقد أو يظن وجود عداء بين الدولتين –ايران وأمريكا- يتآمران معاً على العرب لاستنزاف خيرات بلدانها، كان لديهما تعاون وثيق للإطاحة بالنظامين الأفغاني والعراقي باعتبار هذين النظامين يجاوران ايران من الجهتين الشرقية والغربية.
اليوم ثمَّة مناوشات بحرية في البحر الأحمر بين قوات التحالف الأنجلو أمريكية من جهة والحوثيين من جهة أخرى، تلك المناوشات لا تتعدى بضع ساعات قبل أن تتوقف، تكرَّرت مرات عديدة، معظم الأضرار مادية بحتة وبعض القتلى والمصابين من المواطنين.
التحالف الأنجلو أمريكي ليس لديه العزم والرغبة في الإطاحة بالحوثي، يبدو أنَّه لا يزال يُنفِّذ بعض المصالح لهذا التحالف عبر استهداف دول الجوار، ناهيك عن انقسام الصف اليمني الذي أسهم فيه الحوثي بجدارة، فالتحالف يتطلع لتشطير العالم العربي إلى كنتونات مجزأة حتى يسهل ابتلاعها لاحقاً.
تمتلك أمريكا ودول التحالف كميات من أسلحة الدمار الشامل تستطيع من خلالها سحق الحوثي وتدميره لو كانت لها إرادة خلال بضعة أيام، تستطيع أيضاً دعم الشرعية بالتسليح الكافي لاستعادة العاصمة صنعاء، والسعي قدماً نحو توحيد جبهات القتال في منظومة متكاملة تحت قيادة واحدة مشتركة ليعود اليمن إلى سابق عهده يمناً سعيداً.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد