ماذا لو ماتَ ترامب

mainThumb

20-03-2025 04:35 AM

قبل أشهر كان التساؤل المطروح: ماذا لو فاز ترامب؟
وكانت الإجابات كثيرة؛ فالكثير من السياسيين والمحلّلين كانوا يرون أنّ فوزه سيغيّر في خريطة السياسة العالمية، وسيكون له تأثير في الاقتصاد العالميّ، وكذلك في تبريد نقاط ساخنة في العالم، وفي تسخين نقاط باردة، فترامب توعّد وهدّد قبلَ فوزه وبعد فوزه وبعد تولّيه، فقد تحدّث عن محاربة المثليين والشواذ والتشديد عليهم، وعن الهجرة وإيقافها، وعن أوكرانيا وحربها، وعن الاقتصاد مع أوروبا والصين، وعن ضمّ كندا، واسترجاع بنما، وفتح الجحيم على غزة، والقضاء على حماس، وعن لجم إيران، كانت هذه أبرز وعوده.
في اليوم الأوّل من تولّيه أصدر ترامب الكثير من القرارات الّتي وعد بتنفيذها فقد أصدر قرارًا بإلغاء حقوق الشواذ وبإخراج الشاذين والمتحوّلين جنسيا من الجيش، وانسحب من منظمة الصحة العالميّة، ومن اتفاقية باريس للمناخ، وأوقف الدعم المالي التنمويّ للكثير من البلاد المستفيدة منه، وأعاد تسمية خليج المكسيك، وألغى العقوبات التي فُرضت على أكثر من 1500 مستوطن في الضفة الغربيّة، وأعاد إدراج كوبا في قائمة الإرهاب.
ولم يكتفِ ترامب بما سبق، ففي منطقتنا العربيّة الساخنة قرّر استملاك غزّة وتهجير أهلها، وأطلق يد الكيان في التصرف في حرب غزّة كما يشاء، وقد وعد بفتج أبواب الجحيم على غزة وحماس، واستغل الكيان هذه الوعود واستأنف حربه الوحشية، وإبادته للشعب الفلسطينيّ.
ماذا لو مات ترامب؟
هل ستتغيّر السياسة الأمريكية في العالم، وخاصة في منطقتنا العربيّة؟
السياسة الأمريكية تحكمها المصلحة الأمريكية القوميّة، وهي فوق كلّ اعتبار، ويؤكّد على ذلك الدكتور ( جون ميرشايمر) أستاذ العلوم السياسية، ولكنه يرى أيضا أنّ هذه المصلحة لا تتصدّر دائما وخاصة إذا تعلّق الأمر بالكيان الصهيونيّ وأمنه، فالكثير من السياسيين وأصحاب القرارالأمريكيين يرون أنّ أمن إسرائيل وبقاءها قويّة هو من المصلحة الأمريكيّة القوميّة التي لا يمكن التفاوض عليها.
لم ينجح العرب عبر عقود كثيرة وطويلة من جعل الولايات المتحدّة تقتنع بعدالة قضيتهم، ولم ينجحوا بحرف بوصلة أمريكيا عن الكيان ولو ميلميتر واحد، لذا فلو مات ترامب ستبقى السياسة الأمريكية تجاه منطقتنا ثابتة ولا تتغيّر، فهي ترى أنّ الكيان دولة ديمقراطية في وسط دول غير ديمقراطية، وتؤكّد على حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وترى المقاومة إرهابا، وهذا ما يدفعها إلى تقديم مساعدات تقدّر سنويا بـ 90 مليار ريال، وتمدّ الكيان بأحدث الأسلحة وبالتكنولوجيا التي تجعله متفوّقا دائما.
إذن تغيّر الرئيس في الولايات المتحدة لا يعني أبدًا تغيّر السايسة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد