ألعاب حارتنا
كان الله قد منّ على والدي بعد النكسة بخمس سنوات لا أكثر ، أن أنشأ بيتا في حيّ من أحياء مدينة الرصيفة التابعة لمحافظة الزرقاء حيث نزح، وحيث كان المعسكر الّذي يقضي خدمته العسكرية فيه، وكان الحيّ في طور الإنشاء، وتبعه في ذلك أهل قريتنا ، فسمي الحي بـ ( حارة الظّاهريّة ) تيمنًا بالقرية الأصليّة ( ظاهرية الخليل ) ، وما أن انتقلنا إلى الحيّ الجديد حتّى بدأتُ بإنشاء صداقات طفوليّة مع أبناء الجيران وكان أغلبهم من الأقارب ، وكان عمري حينها خمس سنوات بالتّمام والكمال، فكانت صداقاتنا تلك آنية مزاجيّة ، وإن شئت فقل ( مصلحة ) فمنْ أشركنا في لعبة استمرت صداقتنا معه ساعات أو أيام اكثر، وما زلتُ اذكر عددًا من الألعاب الّتي لعبناها؛ فكيف لي أن أنسى ( الشرطي والحرامي والطماية وكم السير، والخريطة ، ومكانك قف ، والسّبع حجار، ووقعت حرب، و...) ولن أكون منصفًا إن لم أذكر أمّ الألعاب الشّعبيّة ، حبيبة الكلّ ( القلول ) بكلّ أنواعها وطرق لَعبها الّتي كنّا نتفنّن بها ، بل كنّا نحتال على أهلنا، وعلى أنفسنا فنشتري
( القلول ) من مصروفنا المتواضع جدًّا ، الّذي لا يتجاوز قرشين في أحسن الأحوال ، كانت زقاق الحارّة مسرحنا ؛ فيها نجتمع ونخطّط ، ونوزّع الأدوار فيما بيننا ، فيها نَمتْ شخصياتنا المتنوّعة بتنوّع البشر، فمنّا القائد القويّ الّذي لا يُردّ له طلب ، ويقوم بتحديد اللعبة الّتي سوف نلعبها ، ومنّا المعترض دائمًا ، وبعد تداخلات من هنا وهناك إمّا أن يُؤخذ برأيه أو يؤجّل قليلا ، ومنّا الموافق تمامًا الّذي لا يعترض ولا يُبدي رأيًا – كحال معظم أمتنا الآن – ومنّا الشّرس الّذي ينطبق عليه المثل القائل ( إيده والهواي ) ، وهذا يكون بيت أهله مقصد الجيران لتقديم الشّكوى تلوَ الشكوى ، وما أجمل تلك اللحظات الّتي كان يسمح لنا أهلنا فيها بعد أخذ وردّ بأن نبقى في الحارة فترة أطول! وهذه اللحظات غالبا ما كانت تعقبها عطلة نهاية الأسبوع ، سأكون منصفا إلى أبعد حدّ إذا قلت بأنّ هذه الألعاب صنعت بشخصياتنا ما لم تصنعه المدارس والجامعات.
غالبا ما استحضر شريط هذه الالعاب في ذهني ، فيرقّ قلبي ، وتدمع عيني حنينا إليها ، ويزداد ذلك عندما ألتقي برفقة طفولتي الّذين ما زلت أتواصل مع الكثير منهم ، وأتألّم عندما أستمع من طلابي الّذين أكنّ لهم كلّ التّقدير ، عن الألعاب الّتي يمارسونها ، حيث هم في غرفهم لا يخرجون منها ، كلّ منهم متمرّس خلف جهاز( البلي ستيشن) أو خلف جهاز الحاسب لا يفارقه يلتصق به ليل نهار ، ولكن لا شاكٍ ولا مشكيّ له ، هذا بودّه لو يخاطبه ،لكنّ الآخر أصمّ أبكم لا يجيب ، ويمكن القول بأن أطفالنا الآن – من وجهة نظرهم قد يستمتعون بهذه الألعاب أكثر مّما كنّا نستمتع بألعابنا ، لكنّ لعله من المناسب أن تأخذ مدارسنا على عاتقها تذكير الأطفال ببعض هذه الألعاب الّتي حرموا منها ، علما بأن الكثير منها يمكن توجيهه تربويًا ، ولي في ذلك تجربة.
9 إصابات بحوادث تدهور وتصادم على طرق خارجية
أسعار الخضار في سوق عمان الخميس
وظائف في الأردنية واليرموك والنقل البري .. تفاصيل
ماكرون:مؤتمر مشترك مع السعودية لإحياء الأفق السياسي بشأن فلسطين
بدء صرف مخصصات مالية لذوي شهداء الجيش
غزة .. استشهاد 71 فلسطينيا منذ فجر الخميس بغارات إسرائيلية
بلدية غرب إربد تبيع الحاويات لـ 56 بلدية من إنتاج مصنعها
22 عاما على الغزو البري الأمريكي للعراق .. ما الحقيقة
تحديات صحية يواجهها رواد ناسا بعد العودة إلى الأرض
العلاج الأمثل لآلام الظهر .. دراسة شاملة تقدم نتائج مفاجئة
قائد فرقة:الجيش وصل لأقصى حدود قدرته بإجبار حماس على الخضوع
مطلوبون لتسليم أنفسهم للقضاء .. أسماء
دعوة لمزراعي الزيتون قبل عملية الإزهار
زكاة الفطر مالا أم قمحا .. دائرة الإفتاء تجيب
عودة الأمطار والأجواء الباردة للمملكة بهذا الموعد
ظهر بفيديو متداول .. القبض على الشخص المسيء لأحد رقباء السير
مصر .. مسن يهتك عرض طفلة بعد إفطار رمضان
مهم للأردنيين والأردنيات بشأن توفير 60 ألف فرصة عمل
توفير حافلات لنقل المواطنين في المفرق والبادية الشمالية برمضان
حالات طلاق في الأردن بسبب المناسبات الاجتماعية برمضان
استشهاد أبو عبيدة ورفاقه في مذبحة الفجر الدامي .. آخر التطورات
تفاصيل الحالة الجوية المتوقعة الثلاثاء