ارتفاع أسعار القهوة عالميًا 38.8% بسبب نقص الإمدادات

mainThumb
القهوة

20-03-2025 01:29 AM

عمان - السوسنة

شهدت أسعار القهوة ارتفاعًا حادًا خلال العام الماضي، حيث بلغت نسبة الزيادة 38.8%، ما أثار قلق الأسواق العالمية، خاصة مع تزايد الاعتماد على القهوة كمشروب أساسي في العديد من الدول.

أسباب الارتفاع الحاد في الأسعار
جاءت هذه الزيادة نتيجة عوامل متشابكة أثرت بشكل غير مسبوق على سوق القهوة، أبرزها التغيرات المناخية التي ضربت الدول المنتجة الرئيسية. فقد شهدت البرازيل، التي تعد أكبر منتج للبن، موجات جفاف وارتفاعًا في درجات الحرارة، ما أدى إلى تراجع المحاصيل بشكل حاد، لا سيما في ولاية ميناس جيرايس، المسؤولة عن 30% من إنتاج البلاد. وفي فيتنام، ثاني أكبر مصدر للبن، تسببت الظروف المناخية والآفات الزراعية في انخفاض الإنتاج بنسبة 20%.

إلى جانب ذلك، تفاقمت الأزمة بفعل اضطرابات سلاسل التوريد، حيث أدت مشكلات الشحن وارتفاع تكاليف النقل إلى زيادة الضغوط على الأسواق العالمية. وقد انعكس ذلك مباشرة على المستهلكين، إذ ارتفعت الأسعار في الولايات المتحدة بنسبة 6.6%، وفي الأسواق الأوروبية بنسبة 3.75%.

تأثير الأزمة على المنتجين والمستهلكين
ورغم أن ارتفاع الأسعار يبدو مفيدًا للمنتجين، فإن صغار المزارعين الذين يشكلون 80% من إجمالي منتجي البن لم يحققوا مكاسب كبيرة، حيث التهمت تكاليف الإنتاج المتزايدة معظم الأرباح. كما أن تقلب الأسعار يجعل من الصعب عليهم التخطيط للمستقبل، ما قد يؤدي إلى انخفاض الإنتاج على المدى البعيد.

على الجانب الآخر، بات المستهلكون يواجهون خيارات محدودة، حيث أصبح تناول القهوة أكثر تكلفة من أي وقت مضى، ما دفع البعض إلى تقليل استهلاكهم أو البحث عن بدائل مثل الشاي الأخضر والكاكاو، اللذين يوفران طاقة وتركيزًا دون تكلفة مرتفعة.

حلول بديلة واستثمارات جديدة
في ظل استمرار الأزمة، تتجه بعض الدول العربية إلى الاستثمار في إنتاج القهوة محليًا. ففي السعودية، تم الإعلان عن استثمارات بقيمة 1.2 مليار ريال على مدى 10 سنوات لدعم زراعة البن، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الأمن الغذائي. كما تسهم التكنولوجيا الزراعية في تحسين الإنتاج والتكيف مع التغيرات المناخية.

مستقبل الأسعار.. إلى أين؟
تشير التوقعات إلى أن أسعار القهوة ستظل مرتفعة حتى عام 2026، مع احتمال وصول سعر الطن إلى 425.69 دولارًا في الأشهر المقبلة، وذلك بسبب نقص الإمدادات والعوامل الجيوسياسية، مثل الرسوم الجمركية المحتملة والسياسات الاقتصادية المتغيرة. ورغم التحديات، ستظل القهوة أحد المشروبات الأكثر استهلاكًا عالميًا، ما يجعل الطلب عليها مرتفعًا، حتى مع تزايد البحث عن بدائل.

في النهاية، سيظل مستقبل سوق القهوة مرتبطًا بالتغيرات المناخية، وتطورات سلاسل التوريد، والسياسات الاقتصادية، وهو ما سيحدد شكل السوق في السنوات المقبلة .  

إقرأ المزيد : 






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد