تفسير أحلام اليقضة في اليرموك

mainThumb

19-03-2025 02:21 PM

كنت قد فرغت للتو من كتابة مقال بعنوان "التحديث التعليمي في جامعة اليرموك"، وقبل أن ابعث به للنشر وصلني مقال عن أحلام بعض من العاملين في احدى الجامعات الحكومية بولاية كيرلا الهندية، واثناء قراءة الحلم تذكرت قصة (الراعي وجرة السمن) التي قرأناها في الابتدائية، وملخصها أن الراعي جمع كمية من السمن في جرة وعلقها في كوخه واسترخى تحتها يفكر فيما سيفعله بالسمن، فقرر بيعه وشراء نعجة لتلد النعجة، وتتكاثر النعاج لتصبح قطيعا ويبني قصراً، ويتزوج ويخلف صبيا فرفع الراعي عصاه ليؤدب ابنه فتيصب العصا جرة السمن فتكسرها ويسقط السمن على رأسه وثيابه، لتضيع أحلامه سدى.

وبما أنه لم يتم تقديم تفسير للحلم حاولت بنفسي أن افسره لكن ليس من خلال العرافات والعرافين وبالمشعوذين والمعوذات بل من خلال اللجوء لإصحاب القرار والمعنيين بذلك، في تلك الجامعة وانا على معرفة بهم،لعلي اجد جوابا يؤكد لي ما يشير لاتخاذ قرارات خاطئة لأكفر بمنهجية تلك كل إدارة تفعل ذلك، "واشمسها" واحلم بالنيابة عن غيري كما يحلم بعض الناس نيابة عن بعض هروبا من المسؤولية القانونية فلا احد يلاحقنا على احلامنا، أم انه جاء ضمن ووفق التشريعات والقوانين، وطرحت على احدهما ممن يملك الأجوبة، سؤالا واحدا هل حدث مثل هذا في جامعتنا( اليرموك)؟؟؟ فقال نعم واستدرك..... لكن ما جاء في الحلم ما هو إلا "قلب للحقائق، فقد تم وفق سند تشريعي وقانوني"، وسالته كيف ذلك؟ فأجاب ليس من واجبي تفسير الأحلام لكن ولكونك صديقي سافسره لك علميا وتشريعياـ فهذا الحلم ينضوي على قلب للحقائق، وما حدث في اليرموك جاء "بقرار مجلس عمداء بعد أن تقدم به اتحاد الطلبة أسوة بما هو معمول في الجامعة الأردنية، وتم مناقشته في لجنة قضايا الطلبة، ثم تم رفعه لمجلس العمداء، وبعد نقاش على مدار جلستين تم اقراره فهو مستوف للشروط القانونية، وضمن الصلاحيات المناطة بلجنة قضايا الطلبة ومجلس العمداء"ـ فهذا التفسير النمنطقي العلمي القانوني للحلم وإن كان من أحلام اليقضة، فما حصل في الجامعة الهندية حدث في الجامعتين الاردنية واليرموك. وأعود إلى مقالتي الاصلية......

التحديث التعليمي في جامعة اليرموك
شكلت فكرة مشروع التحديث التعليمي والنهوض بتصنيف جامعة اليرموك عالميا هاجسا لإخر رئيسين توليا هرم المسؤولية في الجامعة منذ عام 2020، لكن الإدارة الإولى لم يكتب لها الاستمرار لأكثر من عام، أما الإدارة الحالية فمضى عليها أكثر من ثلاثة اعوام، واعتقد أن الإدارتين حملتا الأفكار الرئيسة ذاتها، وهي استراتيجيات تطوير اليرموك للنهوض بها عالميا ووضعها على خارطة التصنيفات العالمية المعتمدة، وهذه الأمور تحتاج إلى فكر استراتيجي وخطط طويلة الأمد تظهر نتائجها وتؤتي أوكلها بعد نحو خمس سنوات على الأقل لذا تحتاج لأكثر من فترة رئاسية واحدة، ولو استمرت الإدارة الأولى ربما واجهت نفس الضغوط التي تواجهها الإدارة الحالية، والقيت العصي في دواليبهما لتعطيلهما عن المسير .
وبمراجعة قصيرة لما حدث منذ عام 2022 نجد أن الخلل ليس في الفكر الاسترايجي لقمة الهرم الرئاسي بل يكمن في بعض الأدوات التي تم استخدامها، لتنفيذ هذه الأسترايجية وما ينبثق عنها من خطط، والتي قادت بعض قراراتها إلى فتح جبهات على مستوى الإدارة العليا، اضافة إلى وجود بعض المتربصين الذين يحاولون ركوب الامواج لتحقيق مآربهم من خلال تضخيم الأخطاء التي لا تكاد تذكر (فيعملون من الحبة قبة) ويلقون على الجامعة مسؤولية الأحلام.

ولا اريد في مقالي هذا تبرئة قمة الهرم، أو اتهامه لكن للإنصاف أقول فعلى عاتقه تقع المسؤولية الأدبية عن بعض اخفاقات بعض من اعضاء فريقة الإداري، لكنه اختار من اعتقد وتوسم فيهم القدرة على العمل بمعيته لتحقيق الهدف الإستراتيجي الأمثل للجامعة، اذ لا يعقل لأي رئيس أن يباشر كل صغيرة وكبيرة بنفسه. لكنه كما قلنا يتحمل المسؤولية الأدبية عن بعض اخفاقات فريقه، وكان عليه الإطاحة بمن اخفق منذ أول ستة اشهر، ولو فعل ذلك لالقينا عليه باللائمة وقلنا لماذا لم يصبر عليهم ولم يمنحهم الفرصة الكافية.

وجميعنا ندرك أن بإمكان رأس الهرم أن تغاضى عن الكثير من الأمور ويلجا إلى قاعدة "سكن تسلم" ومن لا يجتهد ويعمل لن يخطىء، والأخطاء تظهر مع عظم المهام والاعمال، ورغم ذلك تحمل المسؤولية ودافع عن انجازاته، وأصلح بعض الإخفاقات ومواقع الخلل، وقد رأينا ذلك في العديد من القرارات التي اتخذها لاصلاح ما يكتشف من اخطاء، ووضع حد لها، واعادة وضع الأمور في نصابها، ولا يعقل أن نحمله رأس الهرم مسؤولية كل شيء، فهو يباشر عمله من خلال فريقه، وقد تخفى عليه بعض الأمور أحيانا، ولا يعقل ان نطلب منه وقبل 6 اشهر من إنتهاء ولايته المفترضة الإطاحة بفريقه، ولو فعل ذلك للمناه وقلنا كيف له ان يعمل بانسجام مع فريق جديد يحتاج إلى ستة اشهر لمعرفة قدراتهم، ومع هو مطالب ومن باب المسؤولية الادبية بمراقبة ووقف أي تجاوزات تحدث، واعتقد أنه فعل ذلك وقد رأينا ذلك في العديد من الملفات وآخرها ملف الابتعاثات والتعيينات في مختلف كليات الجامعة ومنها الإعلم التي افتخر بانتسابي لها طالبا ثم عضو هيئة تدريس، فهل كان الاحرى به أن يحضر فريقه الإداري والفني للعمل معه من خارج الجامعة كما تفعل الحكومات، لو كنت مكانه لفعلت، بما أن زملاءنا من داخل الجامعة لا يعجبوننا ولا يسلمون من انتقاداتنا، واخير اقول " احترنا يا قرعة من وين نبوسك".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد