طوفان الأقصى: لا أمن بلا سلام
طال أمد طوفان الأقصى، ودخل منعطفات متعددة تؤكد أن القضية الفلسطينية لا تموت بالتقادم، ولا بالتآمر، ولا بالخذلان، ولا حتى باختلال ميزان القوى. وأنه أعطى للقضية دما جديدا، وخلق صورة مختلفة لما ظل يتداول عالميا منذ عدة عقود. فإلى متى ستظل الصهيونية متصلبة في مواقفها مما يجمع عليه المجتمع الدولي بخصوص حل الدولتين؟ وإلى متى سيظل اليمين المتطرف يتحكم في مسار الصراع، وهو يتشبث بأساطير وأوهام لا علاقة لها بالعصر الحديث، ضاربا عرض الحائط ما تطالب به، على الأقل، عائلات المحتجزين؟ ألم يؤد احتجاز الرهائن إلى إبراز أن الصهاينة: «يألمون كما» يألم الفلسطينيون، وأنهم عاشوا منذ بداية طوفان الأقصى تاريخا جديدا لم يكونوا يتوقعونه أو يتصورونه، وبين لهم أن ادعاءاتهم باطلة، وأن ترسانتهم، وبطارياتهم لا ترد عنهم بأس المقاومة، رغم كل الدعم والتأييد الذي يلقونه من أمريكا ومن الغرب؟ فمتى يستيقظ الإسرائيليون من أحلام اليقظة، ومن الكوابيس التي خلقتها لهم الصهيونية؟ لقد عانت إسرائيل من تداعيات طوفان الأقصى، مما لم تعانه في كل تاريخها الاستيطاني، وبرزت هشاشة كل ما بنته على رمل هار. فالاقتصاد في تراجع، والهجرات في تزايد، والخلافات بينهم في تنام. فمتى يستفيق الضمير الإسرائيلي ويرى أن حقه في الأمن مشروط بحق الفلسطينيين في السلام؟
أين دلالة «العبقرية اليهودية»، وأين «العقل الإسرائيلي»، وهو يتبجح بالسيوف الحديدية، ويترنم بالجحيم الذي «بشّر» به ترامب سكان غزة؟ أليس في ما جرى خير دليل على أن الطغيان والعنجهية لا يؤديان إلا إلى المزيد من سفك الدماء، وترويع المواطنين، وبث الفرقة، وإدامة أمد الصراع والحرب؟ هل الرهانات على الأساطير والأوهام قادرة على تحقيق الأمن الذي ظلت تحلم به إسرائيل منذ تأسيسها؟ فمتى سيتحقق لها هذا الأمن؟ هل بتهديد أمن المنطقة وإشاعة الفرقة بين شعوبها، وإشعال الفتن بين مختلف مكوناتها، لتبقى محافظة على كيانها الوهمي؟ لماذا لم يؤد اتفاق أوسلو إلى تحقيق الأمن الإسرائيلي، والسلام الفلسطيني؟ ومن المسؤول عن استمرار هذا الوضع؟ ما أكثر الأسئلة التي فرضها طوفان الأقصى على الصهيونية، وعلى الدولة القومية اليهودية، أم على قلوب أقفالها؟ أو ليس من الإسرائيليين «رجل رشيد»؟
إن الحرب الإسرائيلية ـ الفلسطينية من مخلفات القرن التاسع عشر، والحرب الاستعمارية الغربية ضد الشعوب والأمم في العالم غير الغربي. لقد نالت كل الشعوب استقلالها منذ منتصف القرن الماضي، وحتى النظام العنصري في جنوب افريقيا ولى إلى غير رجعة. فهل استمرار الاستيطان الصهيوني قدر نهائي؟ أجاب طوفان الأقصى بأنه لا وجود لقدر استيطاني، وأن نهايته هي القدر الحقيقي لسبب بسيط هو، أنه مهما طال الزمن، وتضافرت الإكراهات التي تطيل أمده، فإن مطلب تحقيق الأمن الإسرائيلي مرتبط بالسلام الفلسطيني. ولن يكون ذلك إلا بتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
تتلخص الحرب الصهيونية ـ الفلسطينية في كلمتين. أولا: الأمن الذي تحلم به إسرائيل، من جهة أولى لأنها هي سبب الحرب واحتلال أراضي الغير. وثانيا: السلام الذي تتوق إليه فلسطين لأنها صاحبة الحق، وستظل تدافع عنه مهما طال الزمن. وتبعا لصيرورة تمتد لأكثر من سبعين عاما، من الصراع والحرب، نسجل أنه: لا أمن في إسرائيل بلا سلام في فلسطين. هذه هي الحقيقة التي تخشاها إسرائيل وتتهرب منها بكل اللغات واللهجات التي تريد من خلالها فرض وجودها بإلغاء الحق الفلسطيني في الوجود، هي التي ستظل شوكة في حلق الصهيونية. وأن كل ما تدعيه عن إسرائيل الكبرى، ومحو القضية الفلسطينية من الوجود، وتهديد أمن المنطقة ككل ليس سوى تخاريف مجانين، وهلوسات يمين متطرف لن تنفعه غطرسته في إدامة أوهامه وأحلامه. وأن الأساليب والافتراءات والأكاذيب لا يمكن أن تظل سارية أبدا.
إن سعي إسرائيل، وحتى نجاحها في التطبيع، ولو مع كل الدول العربية، لن يجلب لها الأمن الذي تحلم به، وتراهن عليه لتحقيق أساطيرها. قد تتوهم أنها بذلك تربح شوطا، أو تتصور أنها تحقق منجزات مذهلة تمكنها من تحقيق سيادتها على أرض فلسطين، وبسط هيمنتها على المنطقة، لكن الأيام كفيلة بزعزعة أوهامها، وتكذيب ادعاءاتها. يمكن للصهيونية أن تظل معولة على أمريكا وعلى ما تتصدق به عليها، وبما توفره لها من إمدادات وأسلحة ودعم مادي ومعنوي وإعلامي لكي تحافظ على توازنها وتفوقها في المنطقة. يمكن لإسرائيل أن تديم خلق أعداء وهميين لتوجد لنفسها ذريعة «الدفاع عن النفس»، وتقدم نفسها للعالمين على أنها مستهدفة في أمنها ووجودها. لكن كل ذلك لن ينفعها في إطالة مزاعمها.
لم يحقق نتنياهو وزبانيته أيا من الأهداف التي رفع سقفها أمام تحدي طوفان الأقصى، الذي أسقط أساطيره، وكبّد الصهاينة خسائر جسيمة. وليست المفاوضات التي يخوضها حاليا سوى وجه من وجوه الغطرسة والاستعلاء والافتراء الذي يكشف عن المآل الواقعي والحقيقي الذي ستنتهي إليه الصهيونية عاجلا أو آجلا. إن التطبيع الحقيقي هو ما ينبغي أن تقوم به إسرائيل مع نفسها أولا، وما يجب أن تقوم به مع أصحاب القضية الفلسطينية ثانيا، لأن حل الدولتين هو أساس السلام والأمن. أما الأساطير فلا تصمد أمام الوقائع.
كاتب مغربي
الأدب العربِي بالفرنسية: التّصنيف المربك
غزة: بين مدافع رمضان وأسطوانات الدعم المشروخة
حلف نتنياهو- ترامب يستأنف جريمة العصر
الأمن السوري يكشف اعترافات خلية خططت لتفجيرات واغتيال الشرع .. فيديو
محمد صلاح لن ينضم للهلال السعودي
الأردن يدين غارات الاحتلال الإسرائيلي على سوريا
سهم ميتا ينخفض 4% بعد ارتفاعات متتالية
الأمن العام يوضح تفاصيل حادثة الاشتعال داخل محطة وقود في طبربور
ليدي غاغا تتسلم جائزة المبتكر في حفل iHeartRadio
الأردن يدين محاولة اغتيال الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود
أوساكا تواصل انتصاراتها في ميامي
لا تأجيل لأقساط القروض في الأردن قبل عيد الفطر
دعوة لمزراعي الزيتون قبل عملية الإزهار
زكاة الفطر مالا أم قمحا .. دائرة الإفتاء تجيب
عودة الأمطار والأجواء الباردة للمملكة بهذا الموعد
مطلوبون لتسليم أنفسهم للقضاء .. أسماء
مصر .. مسن يهتك عرض طفلة بعد إفطار رمضان
مهم للأردنيين والأردنيات بشأن توفير 60 ألف فرصة عمل
توفير حافلات لنقل المواطنين في المفرق والبادية الشمالية برمضان
ظهر بفيديو متداول .. القبض على الشخص المسيء لأحد رقباء السير
حالات طلاق في الأردن بسبب المناسبات الاجتماعية برمضان
وداعا للبرد .. نشرة الطقس في الأردن لأربعة أيام