في يوم الفنان

mainThumb

18-03-2025 07:42 AM

الذي بثته قناة المملكة، علت صرخات الفنان جميل براهمه، والفنان المخضرم محمد العبادي، والمنتج المعروف شفيع للدراما الأردنية عصام الحجاوي، صرخات خرجت من القلب، حملت بين طياتها الحزن والغيرة على ما آلت إليه حال الدراما الأردنية من تراجع مؤلم وغياب واضح للدعم الحكومي، سواء من حيث التمويل أو التقدير أو حتى من حيث الاعتراف بقيمة هذه الكوكبة من الفنانين الذين صنعوا مجداً تلفزيونياً كان محط أنظار العالم العربي في يوم من الأيام.

لم تكن هذه الصرخات طلباً للهبة أو المنّة من أي جهة، بل كانت مطالبة صادقة وصريحة بإعادة الهيبة للشاشات الرسمية، التي انشغلت في الآونة الأخيرة بتقديم محتوى سطحي لا يرقى إلى تطلعات الجمهور ولا يليق بتاريخ الدراما الأردنية. التفاهة والتهريج أصبحا عنواناً في كثير من الإنتاجات، بينما تم تهميش الطاقات الحقيقية، وصُنّاع الدراما الذين قدّموا أعمالاً حملت الهمّ الأردني والعربي، وعكست واقع المجتمع بكل صدق وعمق.

الفنان الأردني لا يطالب إلا بحقّه في تقديم ما يليق بتاريخه وحضارته، ولا يطلب إلا فرصة حقيقية تعيد له وللدراما الأردنية مكانتهما الطبيعية على الخريطة العربية. كيف يمكن أن تُهمّش دراما تنتمي لأرض شهدت على حضارات قامت منذ آلاف السنين؟ من عمّان التي تعود جذورها إلى العمونيين، إلى البتراء، جوهرة العرب الأنباط، إلى جرش وأم قيس والكرك ومأدبا، كلها شواهد على تاريخ عريق وحضارة ضاربة في عمق الزمن. هذه الأرض التي سارت عليها جيوش، ومرت بها رسالات، لا يليق بها إلا فن يُجاري عظمتها، وينقل صورتها الحقيقية للعالم.

الدراما الأردنية ليست مجرد مشاهد وأحداث، هي تجسيد لهوية شعب، وتاريخ وطن، وصوت لثقافة راسخة تفتخر بها الأجيال. واليوم، هي بحاجة لوقفة حقيقية، لا مجاملات ولا وعود جوفاء. بحاجة إلى من يؤمن بها، ويدفع بها للأمام، لا من يُقصيها أو يتجاهلها. ما قيل على الهواء لم يكن مجرد كلمات، بل كان ناقوس خطر، فهل من يسمع؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد