محاولة ترويض الطفل الفلسطيني

mainThumb

16-03-2025 02:54 AM

روعني خبر عن تشريع «الكنيست» لسجن الأطفال الفلسطينيين! أطفال لم يبلغوا 14 سنة إذا أدين أحدهم بعمل (إرهابي). وماذا لو كانت التهمة كاذبة والطفل بريئاً؟ وفوق ذلك، سيصير بوسع جنود الاحتلال ترحيل أهل الفتى المتهم بجريمة. (وهو المقصود!) وباختصار، يكفي إلصاق تهمة بفتى أو طفل حتى يتم ترحيل أهله من (فلسطين المحتلة) واحتجازه. ماذا لو كان الصبي بريئاً، أم أن المهم إيجاد ذريعة لترحيل الأسرة الفلسطينية كلها؟
لإسرائيل أساليب كثيرة لإبادة الفلسطينيين وتحقيق حلمها بإسرائيل (الكبرى)، ومهما اخترعت من أساليب لن يتحقق لها ذلك.

انقطاع الكهرباء عن الشمس!
منذ عشرة أيام، لم تشرق الشمس في باريس حتى لدقيقة واحدة، والسماء طوال تلك الأيام تبدو معبدة باللون الرمادي، تماماً كما لو انقطعت الكهرباء عن الشمس. أعرف انقطاع التيار الكهربائي عن بيروت في ساعات طويلة، لكنني أواجه للمرة الأولى انقطاع الكهرباء عن الشمس، وباللغة المألوفة: الطقس الغائم لأيام طويلة، كما كنت أواجه السماء الرمادية والكهرباء مقطوعة عن الشمس.
أتهم نفسي بالشوق إلى الوطن، إلى دمشق وبيروت وبقية عالمي العربي. وحتى في شتاء دمشق حين كان نادراً ما يتساقط الثلج وتغيم السماء، وكنت كطفلة تغني مع أولاد الحارة: «والسنة بيضاء يا بيضاء وانشاء الله بيضاء يا بيضاء». أما في باريس، فالسماء معبدة باللون الرمادي وقد انقطعت الكهرباء عنها، كما في بيروت في الأعوام الأخيرة، وما من محرك يعيد الضوء إلى شمس باريس.

الحقد على الإبداع!
ألقت امرأتان الحساء على زجاج لوحة (الموناليزا) التي تعد من روائع الفن العالمي. وهي ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها تلك اللوحة في متحف اللوفر الباريسي للاعتداء. ويبدو أن الجمال الإبداعي يستفز الذين لا موهبة لديهم، لكنهم يتوهمون أن بوسعهم أن يبدعوا أو ينفذوا أعمالاً يتوهمونها فنية ويرفض الجميع عرضها أينما كان، حتى في المعارض متوسطة الحال الفنية.
ولكن اللتين ألقتا بالحساء على لوحة الموناليزا (المحمية حتى من كسر زجاجها) لديهما ذريعة (إنسانية) لممارسة نقمتهما على الإبداع. وهي بداية حملة مقاومة مدنية من أجل الضمان الاجتماعي للغداء المستدام! (وكان بوسعهما إطعام الحساء لجائع بدلاً من رميه على الأعمال الفنية، ما يثير النفور منهما ومن سلامة نيتهما). «هل تبتسمين لإغراء عاشق أيتها الموناليزا، أم تبتسمين لإخفاء قلبك المكسور». هذا مقطع من أغنية بالإنكليزية لمطرب شهير. وبوسع الموناليزا أن توحي بالإبداع وليس برمي الحساء؛ لأن معظم الناس سينفرون من أي دعوة (إنسانية!) للمرأتين.

كتاب لتعليم الكذب!
في غارتي الأسبوعية على مكتبات باريس (ومنها مكتبة متخصصة ببيع الكتب باللغة الإنكليزية) عثرت على كتاب طريف، فهو عن 500 كذبة قابلة للتصديق للتخلص من زوجك وأصدقائك! وقالت لي البائعة في المكتبة إنه من أكثر الكتب مبيعاً! هذه هي الكتب التي كان على الرئيس الراحل القذافي إحراقها في الساحة العامة، لا كتب نزار قباني وكتبي. وهو ما لم أغفره يوماً، بل واعتذرت بعدها عن قبول أي دعوة توجه لي من ليبيا ما دام في الحكم! كتبنا، نزار وأنا، هي في خدمة الصدق وليست لتعليم الكذب، بما في ذلك امتداح بعض الحكام!

تلك الصورة الأليمة
أضع على طاولتي للكتابة صورة قصصتها من إحدى الصحف، تمثل مركباً كبيراً يغطيه البشر بالمهاجرين من إفريقيا وبلاد عربية وهم يرغبون في الهبوط على الشواطئ الإيطالية من البحر الذي تحول -كما يقول الخبر- إلى «أكبر مقبرة بحرية في العالم»، وأحزنني ذلك من أجل الضحايا أولاً، ومن أجلي لأنه أول بحر شاهدته في حياتي وأنا طفلة في مدينة أمي: اللاذقية السورية. التقط الصورة التي لا يبدو فيها المركب الذي يغطيه البشر، المصور الإيطالي سيمو سيستني، والتقطها من طائرة هليكوبتر، واعتبرت هذه الصورة من ضمن أفضل 20 صورة لعام 2014 كما كتبت صحيفة «الغارديان» البريطانية يومئذ.
بالنسبة لي، هي الصورة الأكثر حزناً من صور مراكب الهاربين من بلادهم إلى بلدان أخرى، أفضل حياة معيشية من أوطانهم هرباً من الحروب والجوع.. وهم لا يدرون أنهم سيواجهون متاعب أخرى في غير بلدانهم، وقد يتم طردهم منها!

أرجوكم، ناموا…
من الضروري أن ينام قائد الطائرة ليلة السفر في بيته وليس في الطائرة! فقد قرأت خبراً أيقظ مخاوفي من السفر بالطائرة، أنا التي تسافر كثيراً. فقد قرأت أن طياراً ومساعده غلبهما النعاس وناما خلال رحلة جوية في إندونيسيا، ولكن الركاب وصلوا بسلام بعدما تم إيقاظ قائد الطائرة ومساعده في الوقت المناسب. ولأنني على وشك السفر إلى روما، سأصر على الدخول إلى غرفة القيادة لأمنع الطيار ومعاونه من النوم خلال الرحلة. ترى، كم عدد القراء الذين يطالعون أخباراً كهذه ويقلعون عن السفر بالطائرة؟

نزار قباني دائماً
محامية لبنانية كبيرة وصديقة لي تعرف قرابتي العائلية مع الشاعر نزار قباني، أرسلت لي قصيدة لم أطلع عليها وما جاء فيها بعنوان «ثقافتنا».
ثقافتنا فقاقيع من الصابون والوحل/فما زالت بداخلنا رواسب من أبي جهل/وما زلنا نعيش بمنطق المفتاح والقفل/ونملكهن كالسيجار، كالأبقار في الحقل/ونهزأ من قوارير بلا دين ولا عقل/ونرجع آخر الليل نمارس حقنا الزوجي كالثيران والخيل/نمارسه خلال دقائق خمس بلا شوق ولا ميل/نمارسه كآلات تؤدي الفعل للفعل/ونرقد بعدها موتى، ونتركهن وسط النار وسط الطين والوحل/
قتيلات بلا قتل، بنصف الدرب نتركهن يا لفظاظة الخيل/
ولن أتابع كتابة النصف الثاني من القصيدة؛ فهو أكثر قسوة على بعض الذكور، فقد ذكرت لي صديقتي المحامية أن القصيدة منعت، ولم تذكر أين تم المنع!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد