ترامب .. ممارسات ومواقف

mainThumb

15-03-2025 10:37 PM

عالم السياسة من المتغيرات، تتغير فيها المواقف والممارسات، تشتعل فيها الحروب بين الدول، قد تتوقف فجأة عندما تتغير السياسات وتتقاطع المصالح، معظم النزاعات بين الدول يعود للتفوق العسكري بين الأقطار المتجاورة، يتم فيها فرض سياسة الأمر الواقع بالاستيلاء والسطو على الجغرافيا للدول المستهدفة.
عندما نعقد المقارنة بين الدولتين "كوريا الشمالية وأوكرانيا"، نلحظ أن الأولى أظهرت قوتها النووية أمام الغرب –أمريكا تحديداً- تُهدِّد بين الفينة والأخرى باستهداف الولايات المتحدة الأمريكية، وأياً كانت صحة هذا التهديد من عدمه، فإن الإعداد والاستعراض بالقوة يردع العدو ويمنع المواجهة؛ في المقابل أذعنت أوكرانيا للسلام مع الروس بنزع سلاحها النووي مقابل ضمانات أمنية استجابةً للطلب الأمريكي في العام 1994م مقابل توفير الحماية لأوكرانيا من الغزو الروسي، فماذا كانت النتيجة؟.
فقدت أوكرانيا ثلث مساحتها الشرقية لصالح روسيا، تعهدت بعدم الانضمام لحلف الناتو، دُمِّرت بنيتها التحتية المدنية والعسكرية، عدد الضحايا يفوق المليون قتيل والمهجرين أضعاف ذلك العدد، أذعنت للأمريكان باستنزاف مواردها المعدنية نظير الدعم الأمريكي في الحرب مع الروس، التزمت أوكرانيا بتنفيذ كل الشروط فوراً لكي تتوقف الحرب بين الجانبين.
النهج السياسي لأمريكا اليوم يختلف جذرياً عن نهجها بالأمس، فالاقتصاد في نظر ترامب أهم من العسكرة لدى بايدن، من السهل لديه بجرة قلم التوقف عن دعم الحلفاء، لا تعنيه المعاهدات التي أبرمها أسلافه، اعتاد في الفترة الرئاسية الحالية على استفزاز وإحراج القادة والزعماء الذين دعاهم على عجل للبيت الأبيض لإجراء مشاورات.
معظم التصريحات التي أدلى بها ترامب منذ توليه زمام الأمور حتى اليوم كانت للاستهلاك الإعلامي، فهي ليست واقعية، وغير قابلة للتطبيق، استفزت مشاعر العرب في القضية الفلسطينية حول رؤيته بتهجير سكان القطاع، استعدى فيها كندا وجرينلاند عندما أظهر رغبته بضمهما للولايات المتحدة الأمريكية.
مع مرور الوقت أدرك ترامب والقيادة الحالية في البيت الأبيض أن سياسة فرض الأمر الواقع بعيدة المنال لدى معظم الدول التي كانت مستهدفة بتصريحاته، فقد خفت الصوت تدريجياً عندما تمت المواجهة الإعلامية مع الدول المستهدفة التي لم تقبل الذل والانكسار لتلك التصريحات.
في ظل غياب القانون الدولي المسؤول عن فض النزاعات، اتخذت بعض الدول العظمى أسلوب الهيمنة والتهديد كطريقة لفرض الاملاءات والشروط، هذا يدعو ويشجع دول العالم التي تشعر بالضعف إلى البحث عن طريقة للتسلح النووي لدفع الضرر، فمجرد التلويح باستخدامه يمنع من تغول الدول العظمى التي لها أطماع في الجغرافيا والموارد الطبيعية في بلاد الغير دون وازع أو ضمير.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد