شمال فلسطين وطوفان الاقصى

mainThumb

15-03-2025 10:11 PM

حين الحديث عن شمال فلسطين تدق بالذاكرة شخصيتين متناقضتين الشاعر المناضل سميح القاسم والشيخ امين طريف ، بالرغم من الخلافات الجذرية بمنطق الشخصيتين الا انهم يمثلون محورين مهمين ، كل يفكر بمصلحة الوطن من طريقته او بمنهجه ، فالتعاون مع الاحتلال بمرحلة من بعد النكبة الأولى والثانية , هو من محرمات تلك الحقبة ,أي الدخول بصراع مع القوى الثورية الرافضة لأي التقاء بتلك الزمرة مهما كان وضعها ولهذا تم منحهم الجنسية الإسرائيلية ليجد ذاتهم ابناء الجليل أصبحوا ضمن الخدمة العسكرية الصهيونية ، ليفرز ذاته منبوذ داخل النسيج الفلسطيني اولا ثم العربي ثانيا ، لكن بالعودة لمنطق الشيخ امين طريف بهذه النقطة بقوله اننا خدمنا الزاميا الجيش العثماني مع انه كان لنا مطرقه قاصيه ، فالاستعمار استعمار مهما كان ملته وهذه أرضنا وأرض أجدادنا ونقطة وسطر يتجدد بقي داكن بعقل وقلب ذاك الشيخ , المستوعب لبنود لسايكس بيكو اللعينة .

جاءت نكبة أوسلو بعد ستة واربعين عاما من الاحتلال الصهيوني لفلسطين وهنا بدأ يفسر منطق الشيخ امين طريف الذي اصبح منطق الاحتلال هو من يفرض ذاته ومع ذلك بقي هذا المحور مع كل يقف بصف الاحتلال الصهيوني وليس مع موقع شعبي الاصلي , بل على العكس كان قسم كبير من أبناء الجليل ( الدروز ) يتعاملون بالقساوة مع كل الشعب الفلسطيني حتى لأقرب الاقرباء الى وصلت لمرحلة العداوة الشخصية لهذا المنهج , نظرا لتغير جيلين من الشباب من شعب اهل الشمال فمن فسر وقوفه مع الاحتلال فقد معلومة مهمه انه ضمن قائمة المحتل لأرضه ، وهنا ومع كل اسف فكرة او نكبة أوسلو زادت الفرقه بينهم وبين الشعب الفلسطيني .

جاء ٧ اكتوبر ٢٠٢٣ بعد خمس وسبعون عاما من الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين التاريخية ، ومع قوة الاحتلال بدأ الإنسان الفلسطيني " ببروستكيا " جديده ، هاجم المحتل بعقر داره واضعف هيبته بين الأمم ، وأصبح العالم يشاهد جحمه الحقيقي وكم هو هش لا يراهن عليه بشيء ، أعاد ابن الجليل حسابته من جديد بعد أن شاهد صواريخ المقاومة الفلسطينية وحزب الله تمر من فوق رأسه لضرب الكيان الصهيوني ، فلا بد للعودة لذاته ومحاولة الدمج بين منهجي سميح القاسم والشيخ امين طريف لأقل بصمت جاء مخاض الشمال الفلسطيني ، فالجليل ارض عربيه قبل كل شيء ، ولا مستقبل بالوقوف مع الاحتلال الغريب اصلا , هذا المنطق بدأ همسه بالمنازل ضمن العائلة ( اب ، ام ، اخ ، اخت ، عمه ، خاله ، عم ، جده , جده ) نواة لتغير قادم لمحتل دخيل .

ان الحديث عن الجليل الاعلى يعني القول انه شمال فلسطين اي اكثر من ربع فلسطين تتمتع بارض عربيه وجغرافيا والديمغرافية أصبحت تتملل لزالزال قريب إن شاء الله تسيطر عليه افكار القائد سلطان باشا الاطرش قائد الثورة السورية الكبرى ، تفكيره كان منصيا بالأرض العربية وفقط ، ولأجل هذا تم استبعاده من اي منصب سياسي بعد انتهاء، مراحل الانتداب والاحتلال والاستقلال الحديث .

إن قانون القومية الاسرائيلي الاستعماري الجديد الذي يسعى جاهدا حكومة نتنياهو المتطرفة بتطبيقه بنطق استعماري , انه لا يوجد ازدحام بالمناطق العربية بالشمال ما هو الا الشرارة التي ستنطلق بالمستقبل القريب نتيجة الضغط الهائل على سكان الشمال المحتل . إن فرض الهوية اليهودية زاد من العزلة الداخلية لمنطق الاندماج مع المحتل فأنت ضمن معادلة ليس من هم يصنع القرار بإسرائيل بل عصاه الغليظة بالأقصى وما بعد الأقصى ( موقعكم السجون وما يتبعه من اجهزة امنية معروفه ) حاول جاهدا هذا الكيان صبغ هذه الصبغة على أهل الشمال ومع كل اسف نجح بها ، لكن اليوم الزلزال بدأ يتحرك ومن المؤكد سينتقل السحر على الساحر ضمن معادلة قانون القومية بخطوات عنصرية متراكمة بداخل هذا الكيان الهش وقد بدأت تظهر معالمها مع وصول الرئيس الامريكي بولاية الاولى دونالد ترامب عام 2017 , وتم التصريح العلني بيهودية الدولة عام 2018والقاضي بأن اسرائيل هي دولة دينية يهودية .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد