هل يقرر ترامب من يفوز بكأس العالم

mainThumb

13-03-2025 03:18 AM

منذ عودة دونالد ترامب الى شؤون إدارة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، بل في العالم بأسره، وصار يخمد الحروب ويشعلها في غزة و أوكرانيا، ويقرر مصير أهل غزة والرئيس الأوكراني زيلينسكي، ويعلن الحروب الاقتصادية والتجارية ضد كندا والصين وأوروبا برمتها، يبدو أنه مقبل على تحديات أخرى، في مجال كرة القدم بمناسبة احتضان بلاده لبطولة كأس العالم للأندية الصيف المقبل، وبعدها كأس العالم للمنتخبات المنتظرة صيف 2026 ان كان في امكانه التأثير على مجريات البطولتين، ومصير اللقبين، ليس بالضرورة لصالح بلده، أو حتى يثبت سيطرته على كل المجالات، ولكن خدمة لأجندة سياسية، ومصالح دبلوماسية أو مالية.
ترامب استقبل نهاية الأسبوع الماضي جاني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي للفيفا الذي سلمه المفتاح الذهبي لمونديال الاندية الذي سيظل معه الى غاية نهائي البطولة حين يسلمه الى قائد الفريق المتوج، وسلمه أيضا كرة كأس العالم للمنتخبات 2026 التي تحمل اسمه، الرئيس الأمريكي، الذي قرر من جهته ترأس فريق العمل الذي يتولى ادارة الاستعدادات لتنظيم الحدثين اللذين يجلبان ملايين المناصرين والسياح في ظل الإجراءات التي ينوي ترامب اتخاذها لتنظيم الهجرة نحو بلده وتحديد أعداد الوافدين إليه بمناسبة احتضان البطولتين الكبيرتين، وكذا حربه على المتحولين جنسيا والتي لم يجرأ أحد على انتقاده أو معارضته مثلما حاول البعض بمناسبة مونديال قطر.
ترامب اغتنم الفرصة ليسأل إنفانتينو عن الفرق المرشحة للفوز ببطولة كأس العالم للأندية فذكر له الريال والسيتي وباريس سان جيرمان، في حين رشح البرازيل والأرجنتين واسبانيا وانكلترا للفوز بكأس العالم للمنتخبات من دون أن ينسى ذكر المنتخب الأمريكي لارضائه، رغم أن ذلك يبقى من المستحيلات السبعة في الوقت الراهن، لكن ترامب لم يعلق على توقعات انفانتينو، ولا على مجاملته عند ذكره المنتخب الأمريكي، إدراكا منه لعدم قدرته التأثير على عالم الكرة مثلما يفعل سياسيا واقتصاديا وتجاريا وعلميا وتكنولوجيا وعسكريا، حتى ولو استعمل أساليب التهديد والوعيد والترغيب أو الترهيب، ربما لأن محيطه هذه المرة لقنه معايير الفوز في الكرة التي تخضع لاعتبارات فنية وتقنية، بعيدا عن إرادته وقوته في كل المجالات.
لأول مرة منذ اعتلائه الحكم بدى ترامب متحفظا في حديثه إلى إنفانتينو بعيدا عن عنجهيته وجبروته وغروره الذي تميز به خلال الأيام الماضية في مختلف القضايا السياسية والأمنية التي خاض فيها مع ضيوفه، وتناولها مع محيطه، سواء تعلق بالقضية الفلسطينية أو الحرب الأوكرانية – الروسية، أو حتى علاقاته الاقتصادية والتجارية مع جيرانه، ربما لأنه لا يفهم الكثير في شؤون الكرة، أو يعرف أن تحديد مصير اللقبين ليس بيده، الا إذا حاول لاحقا التأثير بشكل مباشر أو غير مباشر على مجريات البطولتين بشكل يسمح لانتر ميامي وسياتل ساوندرز والمنتخب الأمريكي بالذهاب بعيدا في سباق البطولتين، أو انحاز بكل ثقله الى أندية ومنتخبات قارته على حساب قارة أوروبا.
استلام المفتاح الذهبي لبطولة كأس العالم للأندية، وإطلاق اسم ترامب على كرة مونديال المنتخبات، فيهما تقدير لرئيس البلد المنظم لم يسبق له مثيل في تاريخ الفيفا وكرة القدم العالمية، على أمل أن يتوقف الأمر عند هذا الحد، ولا يتعدى ترامب حدود صلاحياته كرئيس لفريق العمل الذي يتولى التحضير للاستضافة، وليس كرئيس للعالم يسعى للتأثير على مجريات البطولتين ويحدد مصير اللقبين من الناحية التقنية، مثلما يسعى لتحديد مصير العالم كما يريده بدون منازع!

إعلامي جزائري






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد