بين عنوسة التربية .. وعقم التعليم

mainThumb

11-03-2025 05:34 PM

لا تزال جينات الطلبة كما هي منذ أجيال، ولا يزال سكان لواء الشونة الجنوبية هم أنفسهم، لم يتم استبدالهم أبدًا. مزارعون، عسكريون، تجار... إلخ. نسيج اجتماعي يتماهى مع كل تجمع سكاني داخل الأردن. لم يترك أحد مكانه إلا ليتقدم خطوة، فالزراعة أصبحت نموذجية، والتجارة ريادية، والصناعة أوتوماتيكية، والجندية هاشمية.

لكن القطاع التعليمي، وهو القطاع الأهم حتى نواكب العصر ونستمر، فما يدعو للأسف أن التعليم منذ أكثر من عقدين يسير باتجاه الهاوية. ما الذي يحدث؟ من هو السبب في انحدار مخرجات التعليم؟

من المعروف أن التشاركية أساس الإنجاز، تمامًا مثل أي معادلة في الدنيا. فلا تزال الأسرة ترغب في التعليم، ولا يزال الطالب يريد التعليم، والمدارس موجودة، والهيئات التدريسية والإدارية موجودة. قل لي كيف يحدث أن تكون نتائج الثانوية في بعض المدارس ولأكثر من دورة بلا نجاح (صفر ناجح)؟ وقل لي كيف أن 450 طالبًا ينجح منهم خمسون طالبًا؟ إلى أين نحن ذاهبون؟

أي عمل مؤسسي يبني عمله على إنجاز من سبقه، وهذا ما يسمى بالخطط الاستراتيجية والتراكمية في العمل. إلا في مديرية التربية والتعليم في لواء الشونة الجنوبية، فقد أثبتت الأيام أن التقييم غير حقيقي والأهداف غير واقعية. وإلا فمن غير المقبول أن تمضي السنوات ونحن نبحث عن أسباب تدني التعليم ومخرجاته. ومن غير المعقول أننا لا نزال نجري تجاربنا التربوية على مجتمع المدرسة بدون نتائج مرضية.

إن عنوسة التربية وأفكارها المستهلكة سوف تزيد الهوة بين الطالب والمدرسة. كما أن عقم التعليم وعدم الوصول لأهداف مراحل التعليم سوف يصل بنا الأمر إلى إغلاق المدرسة. إن التربية لا تعني بالضرورة أسوارًا مدرسية وبوابة، وعلى الطالب التواجد هناك وإلا قمنا بالتلويح بعصا الحرمان المدرسي أو الفصل. كما أن التعليم لا يعني حشو وقت الحصة وتلقين الصف بالمعلومات، بلا رغبة ولا أسلوب من الطالب أو المعلم.

وأخيرًا، لا تحدثني عن إنجازات تربوية، واجتماعات، ودورات، وجوائز، قبل أن تعلن حالة الطوارئ في جسم العملية التربوية، لعلنا نعود كما كنا.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد