الخوف المرضي يراكم الأخطاء

mainThumb

11-03-2025 10:32 AM

هناك من يجعل من الكيان غولاً يكاد يبتلع المنطقة، لأنه يتوفر على كل أسباب التفوق المادي والمعنوي، والدعم الدولي غير المحدود، ما يمكنه من الهيمنة على البلاد العربية التي يدعي أنها موطنه الأصلي الذي ضاع ولم يجدوا له أثراً إلا في كتبهم الَمحرفة!!، أما واقعه الحقيقي فغير ذلك، ولا أنكر أطماعه هذه، لكني أرى أن الكيان مصاب بخوف مرضي، "فوبيا" وهذا الخوف يجعله يتعامل مع أي حدث حوله بطريقة مرضية، لأن التوتر الشديد الذي يتعامل به مع الأحداث يفضي إلى نتائج عكسية، فما أن يصل إلى القمة حتى ينحدر إلى القاع.

ولو تتبعنا تعامله المرضي مع أحداث غزة، لظهر لنا أن الكيان أضر بوجوده وأقنع العالم أنه كيان زائل لا محالة، من خلال تصرفه المرضي في الحرب التي خسرها وظهر للعالم عواره، وصار كل سوي (شخص أو كيان سياسي..) في العالم يحارب وجوده بما يستطيع، واستمر تعامله المرضي بعد وقف إطلاق النار، فالتردد والنكث، والتعنت الصبياني، أوصل ضامن أمنه "أميركا" إلى اللجوء للتفاوض مع المقاومة، فقد تجاوزه لأن الدول إذا تفاوضت تضع الصبيانية وراء ظهرها، وتتصرف كدولة، بناء على المكاسب التي حققها كل طرف من الحرب.

الخطأ الأكبر الذي كان دافعه الخوف، هو تدخل الكيان في سوريا ودعمه لفلول النظام الساقط، وطبعاً هذا التدخل يُغضب أميركا أولا ثم تركيا، مع أن الكيان الذي يتظاهر بأنه يستطيع التحرك في محيطه العربي، وفعْل ما تمليه عليه مصلحته القائمة على الخوف، إلا أنه لا يدرك أو يتجاهل أنه لا يملك خيوط اللعبة الدولية لانه لا يملك أساساً يراكم عليه إنجازاته، بل إنه بتحركاته الحمقاء يؤلب أطرافاً في اللعبة الدولية عليه، وبدل أن يتمدد في محيطه من خلال النفوذ الأميركي، ينكمش على نفسه، ويبدأ بالطلب من أميركا أن تضمن له أمنه من محيطه الذي يتبجح في كل مناسبة أنه يسيطر عليه، ويزاحم أميركا ومنافسيها على الاستئثار به دونهم، وهذه التصرفات الخرقاء هي التي ستنهيه فهو غير قائم بذاته بل بالدعم الاميركي، فإذا سقط الدعم سقط المدعوم.

تحركه هذا قدم خدمة لسوريا الجديدة، بأن وصم فلول النظام بالخيانة لتعاونهم معه، ومكن الدولة من إنهاء حركتهم المشبوهة، ثم عجل تفاهم "قسد" مع الدولة السورية قبل أن توصمها هي الأخرى بعار الدهر.. وكل هذا حدث بمباركة أميركية،.. أميركا التي يعتبرها الكيان منبع الأمن له، لكنه بمبادراته المرضية واعتراضه على سياسة أميركا الدولية، مستحضراً خوفه، يفقده الأمن الذي يطلبه من كل الدنيا ولا يحصل عليه..!!

ومن أصدق من الله قيلا.. قال تعالى في سورة الحشر: (لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ (14)..
"لا يعقلون" في سياقنا هذا، هو انتفاء العقل عنهم بسبب سيطرة "الخوف المرضي" الذي يجعلهم يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين، فما أن يكتمل لهم بنيان حتى ينهار ويعودوا إلى أميركا لتحميهم وتحفظ كيانهم، وسيظل هذا دأبهم حتى تكتمل أسباب زوالهم.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد