مخاوف كبيرة تهدد مسيحيي اللاذقية بعد الهجمات
السوسنة- يشعر مسيحيون في مدينة اللاذقية السورية بحالة من الخوف غير المسبوق بسبب التصعيد العنيف في الساحل السوري، الذي أسفر عن مقتل أكثر من ألف مدني، معظمهم من العلويين. وقالت رويدة (36 عاماً) لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، عبر الهاتف، إنها لا تهتم بالصراع الحالي في سوريا ولكنها تشعر بأنها واحدة من ضحاياه، مشيرة إلى شعورها بعدم وجود حماية لها. وأضافت أن الخوف والترقب يسيطران عليها بشأن المستقبل، مؤكدة أنها أصبحت مقتنعة أن الهجرة هي الحل الوحيد.
ويعيش في الساحل السوري، الذي شهد أعمال عنف غير مسبوقة منذ وصول السلطة الجديدة في دمشق، جزء من الأقلية المسيحية في سوريا. وقد انخفض عدد المسيحيين في المنطقة من حوالي مليون قبل عام 2011 إلى أقل من 300 ألف بسبب موجات النزوح والهجرة، وفق تقديرات الخبراء.
بدأ التوتر في السادس من مارس (آذار) في قرية ذات غالبية علوية بريف اللاذقية على خلفية توقيف قوات الأمن لمطلوب، ما لبث أن تطور إلى اشتباكات بعد إطلاق مسلحين علويين النار على القوات، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأحصى المرصد حتى الاثنين مقتل أكثر من ألف مدني معظمهم من العلويين «قُتلوا في مناطق الساحل السوري وجبال اللاذقية من جانب قوات الأمن ومجموعات رديفة» منذ الخميس، متحدثاً عن «عمليات قتل وإعدامات ميدانية».
وطالت عمليات القتل بشكل رئيس مناطق ذات غالبية علوية في ريف اللاذقية، لكن لم يسلم مسيحيون من أعمال العنف؛ وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».
وتمكنت الوكالة من إحصاء مقتل سبعة مسيحيين على الأقل، وفق بيانات نعي وشهادات نشرها أقاربهم على موقع «فيسبوك».
والقتلى هم رجل وابنه ماتا برصاص مجموعة مسلحة اعترضتهما بينما كانا في طريقهما إلى مدينة اللاذقية، وفق أحد المعارف، إضافة لأربعة آخرين من عائلة واحدة قُتلوا داخل منزلهم الواقع في حي ذي غالبية علوية في اللاذقية، وفق أحد أقربائهم. كما قُتل والد كاهن في مدينة بانياس.
وفي عظته الأحد في دمشق، دعا بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر، الرئيس الانتقالي أحمد الشرع إلى وقف «المجازر» في الساحل السوري، ومنح «الشعور بالأمان والاستقرار لجميع أبناء سوريا بكل أطيافهم».
وقال: «كانت المناطق المستهدفة هي أماكن العلويين والمسيحيين. وقد سقط أيضاً كثير من القتلى المسيحيين الأبرياء»، من دون أن يحدد عددهم.
«وجوه شاحبة»
تفاقمت مخاوف الأقلية المسيحية بعد الأنباء عن مقتل عدد من أبناء طائفتهم في التصعيد، وتم تداول مقاطع فيديو تتضمّن تحريضاً، يهدّد في أحدها مقاتل يتحدث بلكنة غير سورية المسيحيين الذين «يرفعون الصليب في دمشق»، والعلويين الذين «يحدثون الفوضى مع الأقليات».
وقال أحد سكان مدينة اللاذقية المسيحيين، متحفظاً عن ذكر اسمه خوفاً على سلامته على غرار سكان آخرين تحدثت إليهم «وكالة الصحافة الفرنسية»، إنه وجيرانه المسيحيين «يلازمون منازلهم منذ بدء التصعيد، ويوصدون أبوابهم خشية دخول مقاتلين أجانب»، مشيراً إلى ظروف صعبة مع انقطاع خدمات المياه والكهرباء، وبدء شح كميات الطعام الموجودة لديهم.
وعاد الهدوء تدريجياً إلى اللاذقية الاثنين، وأقامت قوات الأمن حواجز على مداخل الأحياء ذات الغالبية العلوية، وفق مراسل لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، بينما سُجلت حركة شبه طبيعية في بقية الأحياء التي يقطنها سنة أو مسيحيون، لكنها افتقدت زحمتها المعتادة مع استمرار أجواء الحذر.
وأوضحت هبة وهي مدرّسة (40 عاماً) من مدينة اللاذقية، استخدمت اسماً مستعاراً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشعر بقلق كبير، وجوه الناس شاحبة من شدة الخوف».
وتابعت: «لا نعلم ما ينتظرنا في المستقبل، رغم أنه لم تحدث انتهاكات بشكل مباشر بحق المسيحيين كما جرى في الأحياء ذات الغالبية العلوية»، مشيرة إلى أن ما تم تداوله هو أن من قُتلوا «قضوا برصاص طائش أو خلال انتقالهم من مكان لآخر».
وفي بيان مشترك ليل السبت، دعا رعاة الكنائس المسيحية في اللاذقية السكان إلى «عدم الانجرار وراء الشائعات».
وأفادوا في بيان مشترك عن «رسالة طمأنينة سمعناها في اللقاء الذي اجتمعنا فيه مساء (السبت) مع وفد من قيادة إدارة الأمن العام في سوريا»، موضحين: «تم خلال اللقاء نقل هواجس شعبنا وانطباعاته ومعاناته هذه الأيام إلى القيادة».
ومنذ وصوله إلى دمشق عقب الإطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول)، حرص الشرع على طمأنة الأقليات، في وقت حثّه المجتمع الدولي على إشراك جميع المكونات السورية في المرحلة الانتقالية.
وتعهد الشرع، الأحد، بمحاسبة المتورطين، وعدم السماح لأي «قوى خارجية» بجرّ سوريا إلى «الحرب الأهلية».
لكن هذه التطمينات لا تهدئ من مخاوف غابريال (37 عاماً) الذي يعمل حرفياً في اللاذقية. وقال بحزن: «لست مطمئناً إلى مستقبلي وليست لدي جرأة للزواج وإنجاب أطفال في هذا المكان».
وأضاف: «قبل عشرة أعوام، سنحت لي فرصة للسفر إلى كندا، لكنني راهنت على أن الوضع سيتحسن، واليوم أنا نادم لأنني لم أستغل الفرصة حينها».
اقرأ المزيد عن:
إيران تعلن نيتها تشييد مفاعل نووي يعمل بالوقود المحلي
رئيس الوزراء إلى أمريكا الأسبوع المقبل
اللتر بـ 19 جنيه .. مصر ترفع أسعار البنزين
ملعب بمواصفات عالمية في مدينة الأمير محمد بالزرقاء
بزعم أنه مع حماس .. استقالة ملياردير فلسطيني في جامعة هارفارد
"إرم نيوز" يطلق مبادرة كرسي إرم للإعلام والإبداع 2025
أمريكا .. سعر 12 بيضة بـ 6.23 دولار
الصين ترفع الرسوم على واشنطن وشي لــ ترامب:تصرفاتك تعزل أمريكا
مبعوث الرئيس الأمريكي توجه إلى روسيا
الأردن .. شقة بمليون ونصف المليون في عمّان
النفط يتجه لتكبد خسارة أسبوعية ثانية .. أرقام
أونصة الذهب فوق 3200 دولار الجمعة
لافروف والشرع في منتدى أنطاليا بتركيا
سوريا .. قوات أحمد العودة تهاجم عناصر من الدفاع السورية .. فيديو
بينها الأردن .. السعودية تقيّد إصدار التأشيرات لـ14 دولة
محل أحذية في مادبا:أسعارنا أرخص من إيدي كوهين
تحذيرات من أزمة مالية في الضمان الاجتماعي: دعوات لإجراءات عاجلة
الأردن .. رحلات سياحية عبر القطار إلى مدينة درعا السورية
طاهر المصري يخرج عن صمته ويطلق نداءً مدوياً وغير مسبوقٍ
تصدرت الأخبار .. من هي ابتهال أبو سعد وماذا فعلت .. فيديو
فيصل القاسم: الأسد كان محقًا وتصريحه صائب ..
10 محطات شحن كهربائي مجاناً في عمّان .. أسماء
سبب وفاة الممثلة الأردنية رناد ثلجي يهز القلوب
بسبب الاشتعال المفاجئ .. تحذير لأصحاب سيارات فورد
التربية تعلن موعد بدء امتحان الثانوية العامة 2025
الأردن .. عطاء لحفر 80 بئر غاز في حقل الريشة
مقابلات وامتحانات في البريد والأحوال والتنمية والإقراض .. أسماء