أستاذ جامعي لطلبته: كل ما تعلمتموه عن حرية التعبير .. هراء

mainThumb
وقفة 16-02-2025

09-03-2025 12:21 AM

السوسنة - في تصعيدٍ لافتٍ للأزمة بين إدارة جامعة اليرموك وأعضاء هيئتها التدريسية، شنَّ الأستاذ محمد معابرة، أستاذ القانون السابق بالجامعة، هجومًا حادًا على التعميم الأخير الصادر عن رئاسة الجامعة، الذي يُجرِّم الاحتجاج على قرارات مجالسها الإدارية، واصفًا إياه بـ"فرمانٍ يكرس الاستبداد" ويهدد الحريات الأكاديمية. كما وجه رسالةً مفجوعةً لطلبة الجامعة، داعيًا إياهم إلى "تمزيق صفحاتٍ" من كتاباته عن حقوق الإنسان، في ظل ما وصفه بـ"تناقضٍ صارخ" بين ما يُدرَّس نظريًا وما تُمارسه الإدارة عمليًا.
وكشف معابرة عن تناقضاتٍ قانونيةٍ في التعميم الجامعي، الذي ينص – وفقًا له – على "منع أي موظف أو أكاديمي من المشاركة في وقفات احتجاجية ضد قرارات المجالس"، معتبرًا أن النص "يمنح المجالس حصانةً تفوق حتى تلك الممنوحة لمجلس الوزراء، الذي تخضع قراراته للمساءلة الشعبية والقضائية". وأضاف بسخرية: "كأن القرارات الجامعية نصوصٌ دينيةٌ معصومةٌ من الخطأ، بينما دستور البلاد يكفل حق الاعتراض السلمي".
واستنكر الأستاذ الغموض المتعمد في نص التعميم، متسائلًا: "لو نظم موظفون وقفاتٍ تأييديةً لقرارات الإدارة لغرض التطبيل، هل سيُعاقَبون؟"، مشيرًا إلى أن "التعميم يستهدف حرية الرأي المعارض فقط، بينما يُغَض الطرف عن أي تسييسٍ لصالح الإدارة". ووصف الأمر بأنه "مُهزلةٌ قانونيةٌ تفتح الباب لقمع الأصوات الناقدة تحت ذرائع فضفاضة".
وحذَّر معابرة من أن التعميم الجديد "يحوِّل الجامعة إلى كيانٍ استبداديٍ"، مشددًا على أن "العقوبات المُعلنة تُطبَّق على المُعترضين دون تعريفٍ واضحٍ لـ«الوقفات الاحتجاجية»، ما يُسهِّل تجيير النص لتصفية الحسابات مع الخصوم". وأكد أن "الدستور الأردني والقوانين الدولية تضمن حق الاحتجاج السلمي ومحاسبة القرارات الإدارية"، داعيًا النقابات والقضاء إلى "التدخل العاجل لوقف هذه الانتهاكات".
وفي رسالةٍ مفعمةٍ بالسخرية المُرة، وجَّه معابرة نداءً لطلبة الجامعة، خاصةً منتسبي مساقي "حقوق الإنسان" و"الحقوق والحريات العامة"، قائلًا: "أرجو أن تعتبروا كل ما علمتكم إياه عن حرية التعبير والمشاركة في الشؤون العامة هراءً، ومزقوا تلك الصفحات من كتابي (الوسيط في حقوق الإنسان)"، مضيفًا: "لا معنى لتعليمكم نظريات الحريات بينما أساتذتكم يُمنَعون من ممارسة أبسط حقوقهم". وأعرب عن أسفه لأن "الإدارة تجعل من دروس الديمقراطية مجرد كلامٍ نظريٍ في قاعاتٍ مغلقةٍ".
يأتي هذا التصريح في ظل تصاعد الاحتقان بين إدارة الجامعة ومجتمعها الأكاديمي، حيث يخطط الأساتذة والموظفين لوقفاتٍ احتجاجيةٍ ضد سياساتٍ وصفوها بـ"التعسفية"، والتي تشمل خصوماتٍ ماليةً وإجراءاتٍ تقيد الحريات. ومن المقرر أن يشهد الحرم الجامعي الأسبوع الحالي تحركاتٍ طلابيةً داعمةً لمطالب الهيئة التدريسية، وسط اتهاماتٍ للإدارة بـ"تبني نهجٍ عسكريٍ" في قمع الأصوات المعارضة.

إقرأ أيضاً:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد