وفاة الفنانة المغربية نعيمة سميح

mainThumb
نعيمة سميح

08-03-2025 08:18 PM

السوسنة- رحلت المطربة المغربية نعيمة سميح، ليلة الجمعة السبت، بعد معاناة طويلة مع المرض.

انتشر خبر وفاتها على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نعاه الفنانون والجمهور المغربي، مستذكرين بحزن صوتها المميز وأغنيتها الشهيرة: "غاب علي الهلال".

الفنانة سميرة سعيد أعربت عن حزنها العميق، قائلة: "اليوم فقدت صديقة الطفولة، جزءًا من ذكرياتي ووجهًا مشرقًا بالحياة. لم تكن نعيمة مجرد صوت استثنائي، بل كانت إنسانة دافئة وعفوية، تملأ الدنيا بضحكتها وروحها الطيبة. سيبقى حبها محفورًا في قلبي. رحمك الله يا نعيمة".


وأكد زير الثقافة محمد المهدي بنسعيد، في نعيه أن “إحدى القامات الفنية التي تركت بصمة خالدة في الوجدان المغربي، بأعمالها التي عبرت الأجيال وستظل شاهدة على موهبتها وإبداعها”. وقدم تعازيه باسمه الخاص ونيابة عن الوزارة إلى أسرة الفقيدة ومحبيها، وإلى كل أفراد الأسرة الفنية المغربية.

ونشرت زميلتها الفنانة لطيفة رأفت صورة لها وهي تقبل رأس الراحلة، وأرفقتها بنعي قالت فيه “وداعا العزيزة الغالية.. وداعا أيتها الأيقونة وداعا أيتها الأسطورة.. لا نقول الا ما يرضي ربنا انا لله وانا اليه راجعون”، ووصفتها بـ “سيدة الطرب المغربي” وهو اللقب الذي نالته من عموم الجمهور المغربي والنقاد وزملاء الفن أيضا.



كان رحيل الأيقونة نعيمة سميح حدثًا بكل ما للكلمة من معنى، فهي لم تكن مجرد صوت نادر، بل كانت رمزًا للحضور الفني والإنساني العميق في تاريخ الأغنية المغربية ووجدان المغاربة. دون أن تدرك ذلك، كانت تسكن القلوب بمجرد وقوفها على الخشبة، لتُطرب الجميع بإحدى مقطوعاتها الخالدة.

ولدت صاحبة الروائع الخالدة “جاري يا جاري”، “ياك آجرحي”، “أمري لله”، “البحارة”، و”على غفلة” وغيرها من الأغاني التي نقشت اسمها في وجدان وذاكرة المغاربة، في مدينة الدار البيضاء عام 1954. بدأت رحلتها الفنية في سن مبكرة، وكان أول ظهور تلفزيوني لها في السبعينيات بفضل الملحن المغربي الراحل عبد النبي الجيراري، الذي لعب دورًا محوريًا في اكتشاف العديد من الأصوات التي أصبحت علامات بارزة في المشهد الغنائي المغربي، من خلال برنامجه الشهير “مواهب”.

حظيت الراحلة بتقدير كبير في الوسط الفني، إلا أنها اختارت في سنواتها الأخيرة الابتعاد عن الأضواء، وسط تفسيرات متباينة حول أسباب هذا القرار. وبينما أرجع البعض انسحابها إلى رغبتها الشخصية، ربط آخرون الأمر بظروف صحية. وبحسب مصادر مقربة منها، فقد كانت تعاني من مرض فقر الدم، مما اضطرها إلى التنقل المستمر للعلاج، وهو ما جعل من الصعب عليها التوفيق بين حياتها الشخصية ومسيرتها الفنية.

التقدير المغربي لنعيمة سميح كان على أعلى مستوى، فقد حظيت برعاية العاهل الراحل الحسن الثاني، الذي شمل العديد من الفنانين بعنايته. كما كان لها احتفاء خاص من العاهل محمد السادس بمناسبة الذكرى السابعة لعيد العرش، حيث تم توشيحها إلى جانب ثلاثة فنانين مغاربة آخرين، ومنحها وسام “الكفاءة الوطنية من درجة قائد”، تكريماً لإسهاماتها الفنية المميزة.

سيذكر التاريخ أيضًا الراحلة نعيمة سميح باعتبارها أصغر مطربة عربية وأول مغنية مغربية وثالث فنانة عربية بعد أم كلثوم وفيروز التي تحيي حفلاً في مسرح “الأولمبيا” الشهير في باريس. وكان هذا الحدث بمثابة تتويج لمسارها الفني المتألق، الذي تعاونت خلاله مع كبار الملحنين المغاربة وكتاب الكلمات الذين خلدوا أسماءهم في المشهد الغنائي والإبداعي المحلي، من بينهم الملحن عبد الله عصامي، الشاعر علي الحداني، الموسيقار عبد القادر الراشدي، الملحن محمد بنعبد السلام، والموسيقار عبد الوهاب الدكالي.

طيلة مسيرتها الفنية، لم يُعرف عن نعيمة سميح سوى البساطة والعفوية في حياتها الخاصة والعامة. تميزت أيضًا بالخجل الكبير في معظم حواراتها التلفزيونية، رغم قلة ظهورها الإعلامي، كما كان للصحافة المكتوبة دور في مواكبتها وتسليط الضوء عليها. وقد شكلت موضوع إجماع بين المغاربة كفنانة أيقونية تستحق بجدارة لقب “سيدة الطرب المغربي”.

اقرأ المزيد عن:








تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد