الجامعات ليست معسكرات تدريب
في الوقت الذي تتجه فيه الدولة نحو تعزيز الحريات وترسيخ الديمقراطية، ما زال البعض يصرّ على التصرف وكأننا في عهد الأحكام العرفية، حيث يُعامل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس كجنود في معسكرات تأهيل سياسي، وليسوا أصحاب حق في التعبير والاحتجاج السلمي! الأسوأ من ذلك، أن هذه الممارسات القمعية تحدث في الجامعات، التي يُفترض أن تكون منارات للفكر الحر، لا ساحات للخضوع والطاعة العمياء.
من المؤسف أن بعض رؤساء الجامعات – في كثير من دول العالم ولا نتحدث هنا عن الاردن - مجرد إداريين يخشون على كراسيهم أكثر من خشيتهم على مستقبل التعليم. ومثل هذه السلوكيات ليست سوى قمة جبل الجليد في سجل إخفاقهم على كافة الأصعدة، الأمر الذي يجعل رحيلهم ضرورة وطنية ملحّة لا تحتمل التأجيل، ودون حاجة لأي تقييم أو تبرير حماية لانهيار النظام التعليمي في اوطانهم.
وفي الاردن ، ولله الحمد، القانون واضح، والدستور أوضح، وحرية التعبير ليست مِنَّة من أحد. المادة 15 من الدستور الأردني تكفل حرية الرأي والتعبير، والمادة 16 تمنح المواطنين حق الاجتماع والتنظيم السلمي. ليس ذلك فحسب، بل إن الأردن صادق على العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، الذي يؤكد هذه الحقوق بشكل لا لبس فيه.
ونتساءل هنا على سبيل الافتراض، كيف من الممكن أن يجرؤ بعض المسؤولين على خنق هذه الحقوق وكأننا في حالة طوارئ عسكرية؟
هل يعتقد هؤلاء أنهم أذكى من الدستور والقانون؟ أم أنهم ببساطة لا يؤمنون به، ويصرّون على فرض سطوتهم وكأن الجامعة او المؤسسة التي تحملوا امانة المسؤولية فيها "معسكر تدريب"، وهم جنرالات يتحكمون في من يدخل ومن يخرج، ومن يتحدث ومن يُخرَس؟
الجامعات التي لا تحتضن الفكر الحر تفقد هويتها، وتتحول من مؤسسات أكاديمية إلى أبراج بيروقراطية تهدف إلى إنتاج قوالب بشرية متشابهة، لا عقولاً ناقدة ومبدعة. وإذا أصبح الطالب وعضو هيئة التدريس يخشى التعبير عن رأيه في الحرم الجامعي، فكيف له أن يكون قائداً أو باحثاً أو صانع قرار في المستقبل؟
بل كيف لمثل هذه الجامعات أن تخرج أجيالاً قادرة على مواجهة تحديات العصر، بينما هي نفسها تخشى أي نقاش حقيقي؟ الجامعات العريقة ليست مكاتب لإصدار الأوامر، بل هي ساحات لطرح الأسئلة والبحث عن الإجابات، حتى لو كانت هذه الأسئلة محرجة أو مزعجة لمن اعتادوا على الطاعة العمياء.
الأدهى أن هذه التصرفات البالية تتناقض تماماً مع التوجيهات الملكية الواضحة بشأن الإصلاح السياسي والتحديث الديمقراطي. فجلالة سيدنا الملك عبد الله الثاني أكّد مراراً على ضرورة تمكين الشباب، وفتح المجال أمام الحريات العامة، وتعزيز ثقافة الحوار بدلاً من فرض القمع. فهل هؤلاء الذين يقمعون الطلاب وأعضاء هيئة التدريس لديهم توجيهات مختلفة؟ أم أنهم ببساطة يرفضون الإصلاح لأنهم يخشون أن تفقد مناصبهم الوهمية قيمتها؟
ما يحدث اليوم في بعض الجامعات ليس مجرد سوء إدارة، بل أزمة عميقة تعكس فشل القيادات الجامعية في فهم دورها الحقيقي. رؤساء جامعات لم يُثبتوا أي كفاءة تُذكر في تطوير التعليم أو دعم البحث العلمي، لكنهم يتفنّنون في فرض الهيمنة على طلابهم وأعضاء هيئة التدريس، وكأن ذلك هو الإنجاز الذي سيسجلونه في تاريخهم!
ولأن إصلاح هذه المؤسسات بات ضرورة، فإن رحيل هؤلاء المسؤولين لم يعد خياراً، بل واجب وطني لإنقاذ ما تبقى من سمعة الجامعات الأردنية. فلا يمكن لمن فشل في حماية حرية الرأي أن يكون مؤتمناً على مؤسسة أكاديمية، ولا يمكن لمن يخشى صوت الطلاب وأعضاء هيئة التدريس أن يكون قائداً لفكر المستقبل.
إننا في مرحلة حساسة، تتطلب شجاعة في اتخاذ القرار، وإرادة سياسية لا تتسامح مع الفشل. فإما أن يتم تصحيح المسار سريعاً، وإلا فإن الجامعات ستظل مجرد هياكل بلا روح، تُدار بعقلية الأمنيات القديمة، بينما العالم من حولنا يركض نحو المستقبل والذكاء الاصطناعي.
رئيس الوزراء يلتقي رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال
الملك: نقف إلى جانب سوريا في الحفاظ على أمنها ووحدة أراضيها
توقعات بتسجيل 350 ألف طالب للثانوية العامة
الشاباك يحقق في إخفاقات هجوم 7 أكتوبر: جدل مستمر
وزير الشباب يؤكد أهمية العمل الكشفي في تعزيز القيم وتنمية المهارات
تراجع حركة التخليص على المركبات بنسبة 37%
الاتحاد الأوروبي يرحب بالخطة العربية لإعادة إعمار غزة
وزيرة النقل تبحث والسفير اليمني سبل تعزيز التعاون
اختتام منافسات الأسبوع الأول من بطولة ولي العهد لكرة القدم للناشئين
لجنة التوجيه الوطني النيابية تزور وزارة الأوقاف
قاضي القضاة يتابع سير العمل في محكمة وادي السير الشرعية
الزراعة: إنشاء وصيانة 153 حفيرة وسدًا ترابيًا
الملكة رانيا تنشر مشاهد من إفطار العائلة الهاشمية الرمضاني .. فيديو
أردنيون مطلوبون للقضاء .. أسماء
غرامة تصل إلى 3 آلاف دينار لمرتكب هذه المخالفة
رسائل نصية غامضة تصل لهواتف السوريين .. ما القصة؟
صدمة في أروقة اليرموك .. تهديد الحريات الأكاديمية ونداءات للقيادة الهاشمية للتدخل
إحالة موظفين إلى التقاعد وإنهاء خدمات آخرين .. أسماء
العلماء يحسمون لغز الدجاجة والبيضة
أزمة الدجاج .. مقاطعة الشراء تخفّض الأسعار وارتفاع ملحوظ في رمضان
منخفض جوي جديد سيؤثر على المملكة بهذا الموعد .. تفاصيل
حراكيو اليرموك يتجهون للتصعيد ووقفة واسعة قريباً
الفنان حسين طبيشات بتخرج ابنته من جامعة البترا
ضبط منشأة تبيع القهوة في نهار رمضان بإربد
تفاصيل حرق طالب مدرسة من قبل زميليه في الرصيفة .. فيديو