أقدم حفرة نيزكية على الأرض تكشف أسرارًا جديدة

mainThumb
الأرض

07-03-2025 03:02 PM

وكالات - السوسنة

أعلن علماء من أستراليا عن اكتشاف أقدم حفرة نيزكية معروفة في العالم، ما قد يؤدي إلى تغيير جذري في فهمنا لأصول الحياة والتاريخ الجيولوجي للأرض، وفقًا لوكالة الصحافة الفرنسية.

اكتشاف يعيد كتابة تاريخ الاصطدامات الكونية
تم نشر نتائج الدراسة يوم الخميس، حيث كشف باحثون من جامعة كيرتن الأسترالية عن العثور على الحفرة في منطقة نائية شمال غربي أستراليا، وتشير التحليلات إلى أن النيزك الذي خلفها اصطدم بالأرض قبل نحو 3.5 مليار سنة، متجاوزًا بكثير أقدم حفرة معروفة سابقًا، والتي قُدر عمرها بـ2.2 مليار سنة فقط.

اصطدام ضخم وتبعات كارثية
بحسب الباحث تيم جونسون، الذي شارك في الدراسة، فإن "هذا الاكتشاف يمثل تحولًا مهمًا في فهمنا لتاريخ الأرض، حيث يشير إلى أن الاصطدامات النيزكية لعبت دورًا أكبر مما كان يُعتقد سابقًا في تشكيل سطح الكوكب."

وأضاف أن هذه الحفرة لا تكشف فقط عن حدث تاريخي، بل تساعد أيضًا في إعادة تقييم دور الاصطدامات في تكوين القارات والظروف التي ربما مهّدت لنشوء الحياة.

تأثير الاصطدامات النيزكية على نشأة الحياة
من جانبه، أكد الأستاذ كريس كيركلاند، المشارك في البحث، أن هذا الكشف يعزز الفرضية القائلة بأن النيازك لم تكن مجرد كوارث كونية، بل قد تكون ساهمت في توفير بيئات مناسبة لظهور الحياة البدائية، حيث يُعتقد أن الحرارة الناجمة عن الاصطدامات خلقت بركًا مائية ساخنة قد تكون ساعدت في تطور الميكروبات الأولى.

طاقة هائلة تركت بصمة في تكوين القشرة الأرضية
يرجح العلماء أن الطاقة الهائلة التي نتجت عن الاصطدام ساهمت في تشكيل القشرة الأرضية، إذ أدت إلى تغييرات كبيرة في تركيب الصخور والطبقات الجيولوجية التي نراها اليوم، ما يعزز فهمنا لدور الحوادث الفلكية في تطور كوكب الأرض.

وتشير التقديرات إلى أن النيزك ارتطم بالأرض بسرعة تفوق 36 ألف كيلومتر في الساعة، ما أسفر عن حفرة قطرها يزيد على 100 كيلومتر، بينما يُعتقد أن الحطام المتناثر من الاصطدام قد انتشر في مناطق واسعة، مما أثر على المناخ والبيئة آنذاك.

أفق جديد لدراسة تاريخ الأرض
واختتم جونسون حديثه قائلًا: "هذه الدراسة تقدم دليلًا علميًا قويًا على أن الأرض تعرضت لاصطدامات نيزكية أقدم مما كنا نتصور، وهو ما يفتح الباب أمام اكتشافات مستقبلية قد تعيد رسم تاريخ الكوكب بشكل كامل."

هذا الاكتشاف يسلط الضوء على أهمية البحث المستمر في جيولوجيا الأرض القديمة، إذ قد يكشف تحليل المزيد من المواقع عن حفريات أخرى مشابهة، ما يسهم في تعزيز فهمنا لتطور كوكبنا ونشأة الحياة عليه . 

إقرأ المزيد : 






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد