ترمب بين حلم التهجير والحرب

mainThumb

06-03-2025 05:53 PM

لا يزال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يجدد رغبته في الاستحواذ على قطاع غزة، وتحويله إلى مشروع أشبه ما يكون بريڤيرا ملكية، يحلم ترمب أن يكون مشروعاً لا مثيل له في منطقة الشرق الأوسط، وسيكون مفيداً أيضا لأهل غزة انفسهم حسب زعمه! فالسؤال المطروح هنا كيف سيكون مفيداً لأهل غزة ؟! ومقترح تهجيرهم قائماً يداعب مخيلة الرئيس الأمريكي، من حيث يدرك أو لا يدرك حقيقة واقع الحال في القطاع، وإمكانية وضعه موضع التنفيذ والتطبيق، فهل من المنطق إخلاء ما يقارب حوالي مليوني إنسان؟! إلى دول الجوار مصر والأردن؟! وهل الرئيس الأمريكي يعي أنه يساهم في تطهير عرقي لسكان غزة وهي جريمة دولية؟!
مما لا شك فيه أن الإدارة الأمريكية الجديدة لديها رؤية تتمثل في إبرام أكبر عدد من المشاريع والاتفاقيات، والتي تدر أرباحاً واموالا كثيرة على خزينة الولايات المتحدة الأمريكية، وعدم الاكتراث بمآلات واقعية إبرام تلك الاتفاقيات ومدى جدواها والتي تندرج تحت مسمى ( صفقات وعقود) بمفهوم ترمب الرجل العقاري، فالمهم لديه جني مصالح ومنافع قدر المستطاع، وأن القانون الدولي قد يركن في سبيل إحراز مكاسب، ولكن في المقابل على وقع ما صرح به دونالد ترمب أثناء حملته الانتخابية، سعيه القوي لتبني السلام منهجاً، وهذا لمس في إبرام صفقة وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والكيان المحتل، والمفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا من جهة، والبدء بجولة أخرى من المباحثات مع أوكرانيا، وذلك عقب ما حدث في أول لقاء بين ترمب والرئيس الأوكراني زيلينسكي من جدال حاد أغضب ترمب فقام بطرد الرئيس الأوكراني، هذا بالطبع عطل المحادثات من وحي طلب ترمب من زيلينسكي التوقيع على اتفاقية المعادن النادرة، الذي تستفيد منها الولايات المتحدة الأمريكية تعويضاً عن الأموال التي دفعتها في عهد الرئيس السابق جو بايدن، وتردد زيلينسكي دفع ترمب على إثرها إيقاف المساعدات العسكرية عن أوكرانيا، فمنهج تلك الإدارة واضح، لا للحرب نعم للصفقات المجزية
وبالنسبة للحرب التي يتوعد فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قطاع غزة، إذا لم تفرج حماس والفصائل الفلسطينية عن أسرى الاحتلال، وجه وبشكل غير متوقع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف رسالة شديدة اللهجة لحكومة نتنياهو بعدم إطلاق رصاصة واحدة على قطاع غزة، فالمقاومة الفلسطينية تدرك أن نتنياهو يحاول تخريب الاتفاق، لأن المرحلة الثانية سيتم فيها انسحاب شامل من كل قطاع غزة ووقف إطلاق النار طويل الأمد، فإدارة ترمب غير معنية بدعم أي تحرك عسكري قد تقوم به " إسرائيل"، فالحرب ليست في أجندة ترمب وهو يرفضها وتشكل لديه خطا أحمر، ففي فترة الانتخابات الرئاسية كان برنامجه الانتخابي الذي طرحه أمام مرشحيه، ووعوده للجالية العربية بإنهاء الحرب على قطاع غزة، وقد تجلى ذلك بالفعل وتم إبرام صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، مما ساهم في بث الأمل في نفوس المواطنين الغزيين، و منحهم بارقة تفاؤل في تجميع شتات أنفسهم والخروج من دائرة الحرب والقتل والنزوح والإبادة.
ختاماً:
لا نتصور أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يريد حرباً بمعناها الذي خبرناه في ولاية الرئيس الديمقراطي السابق بايدن، بل يريد أموالاً وصفقات واستثمارات مربحة، والخوف من عودة الحرب على قطاع غزة تصور بعيد إلى حد الآن.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد