صدمة في أروقة اليرموك .. تهديد الحريات الأكاديمية ونداءات للقيادة الهاشمية للتدخل

mainThumb
احتجاجات سابقة لحراك اليرموك

06-03-2025 05:14 PM

اربد – السوسنة - كتب محرر الجامعات :  أثار تعميمٌ صادر عن رئيس جامعة اليرموك، الأستاذ الدكتور إسلام مسّاد، موجة غضبٍ واسعة في الوسط الأكاديمي، بعد أن حذر بشكلٍ صريح من المشاركة في أي اعتصامات أو وقفات احتجاجية ضد قرارات مجالس الجامعة، مُهددًا بفرض إجراءات تأديبية. وجاء القرار كـ"صاعق" لمئات الأكاديميين الذين وصفوه بـ"المناقض لروح الدستور الأردني وقيم الحرية الأكاديمية"، التي تُعتبر حجر الزاوية في مسيرة الجامعة العريقة.
وعبر أكاديميون لـ"السوسنة" عن صدمتهم بعد تأكدهم من صحة الوثيقة، التي وُصفت بـ"القمعية"، مُعتبرين أنها "تطويقٌ للحريات وتهميشٌ لدور الجامعة كمنارة للفكر والنقاش الحر". وتساءلوا: "كيف تُحَوَّل اليرموك إلى ثكنة عسكرية تُسكت الأصوات، في تناقضٍ صارخ مع النهج الهاشمي الذي أرسى دعائم الحرية والكرامة؟".
في إشارةٍ لافتة، استذكر الأكاديميون تصريحات جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين خلال لقائه طلبة اليرموك عام 2002، حين شدد على "أهمية تفاعل الطلبة مع المجتمع، وطرح آرائهم بجرأة"، مؤكدًا أن "الأردن أولاً" يعتمد على طاقات الشباب لبناء المستقبل. كما توقفوا عند حديث سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، في آب 2022، الذي دعا إلى "تعزيز المشاركة السياسية للطلبة وتشجيع الثقافة الحزبية"، معتبرًا الجامعات رافعةً للتحديث السياسي.
تساؤلات مُرة: كيف يُعلِّم الأستاذ "الحريات" وهو مُكمَّم؟!
ارتفعت التساؤلات: "كيف لطلبة أن يناقشوا قضايا الوطن بجرأة، وأساتذتهم مُهددون بالتأديب لمجرد التعبير السلمي؟". وردّد البعض مقولة المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال: "في الأردن جوع.. ولكن مقابل ذلك توجد كرامة وكبرياء"، متسائلين: "أين الكرامة إن سُلب حق التعبير؟".
صمتٌ حكومي.. واستغاثةٌ للعرش!
انتقد أكاديميون صمت الحكومة إزاء الأزمة، مُعتبرين أن "حلّها لا يحتاج سوى قرارٍ إداري"، فيما وصفها حراكيون بـ"الجريمة". وأطلقوا نداء استغاثة عبر "السوسنة" إلى جلالة الملك وولي عهده الأمين، للتدخل العاجل "لإنقاذ صرح اليرموك الذي يحمل اسمًا عزيزًا على كل أردني".
تصعيدٌ قادم.. وقفة احتجاجية "غير مسبوقة"
كشفت مصادر عن تحضيرات لوقفة احتجاجية موسعة الأسبوع المقبل، قد تكون "مفتوحة حتى تحقيق المطالب"، في خطوةٍ يُتوقع أن تُشعل شرارة تصعيدٍ أكاديميٍ لم تشهدهُ الجامعة من قبل.
ووسط هذا الجدل، تبقى جامعة اليرموك أمام امتحانٍ مصيري: إما أن تعود إلى جوهرها كحاضنةٍ للفكر الحر، أو تتحول إلى صفحةٍ سوداء في تاريخ الأردن الذي بناه الهاشميون على قيم الكرامة والحوار.

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد