تم تدمير الميلان بنجاح

mainThumb

06-03-2025 02:33 AM

يمر نادي ميلان الايطالي بواحدة من أسوأ فتراته منذ تتويجه بلقب السكوديتو قبل ثلاث سنوات، خاصة بعد خروجه من الملحق المؤهل لثمن نهائي دوري الأبطال أمام فينورد الهولندي، وتراجع نتائجه في الدوري حيث خسر مبارياته الثلاث الأخيرة وصار يحتل المركز التاسع بعيدا عن المكانة المؤهلة لدوري الأبطال الموسم المقبل، ودخل أزمة ادارية وفنية منذ الاستغناء عن المدير الرياضي باولو مالديني، ثم بعده المدرب ستيفانو بيولي، الذي خلفه البرتغالي باولو فونسيكا الصيف الماضي، ثم سيرجيو كونسيساو قبل ثلاثة أشهر، والذي فقد مع الوقت سيطرته على غرف الملابس ولم يقدر على تدارك الوضع الصعب الذي وصفته الجماهير بأنه حالة تدمير ذاتي تسببت فيه قرارات المالك جيري كاردينال.
قبل خمس سنوات عاد الميلان الى الواجهة باحتلاله المركز الثاني في موسم 2020 –2021، ثم تتويجه بالدوري سنة 2022، وبلوغه نصف نهائي دوري الأبطال سنة بعد ذلك، واحتلاله المركز الثاني في الدوري الموسم الماضي، بعد عمل رائع قام به المدير الرياضي باولو مالديني الذي عرض خريطة طريق على مدى ثلاث سنوات، تسمح للنادي بتجديد العهد مع التتويج بدوري الأبطال، لكن الإدارة أقالته بسبب مطالبه المالية لضمان استقدامات نوعية، وبعد ذلك أقالت المدرب ستيفانو بيولي نهاية الموسم الماضي الذي أنهاه وصيفا، وكان دائم التأهل الى دوري الأبطال خلال أربعة مواسم، تمكن فيها من بناء فريق ومنظومة لعب، أعاد بها روح الميلان الى أوساط اللاعبين.
وفي بداية الموسم الجاري تم التعاقد مع المدرب البرتغالي باولو فونسيكا الذي لم يعمر طويلا بسبب متاعبه مع الكوادر في غرف الملابس، والادارة ترددت في تدعيم الفريق، فكانت النتائج ضعيفة، أدت الى اقالة المدرب نهاية السنة وتعويضه بمواطنه سيرجيو كونسيساو الذي وجد نفسه تحت ضغط كبير، وأمام لاعبين فقدوا الشغف ويرغبون في الرحيل على غرار إسماعيل بن ناصر، فكانت النتيجة مركز تاسع حاليا وخروج من دوري الأبطال، ومشاكل مع جماهير الميلان التي راحت تقاطع مباريات فريقها وتدعوا الإدارة الى الرحيل من خلال لافتة لخصت الوضع كتب عليها “ميلان ناد إيطالي وليس أمريكي، طبقوا أفكاركم القذرة في مكان آخر بعيدا عنا”، في حين لم يتردد المدرب الأسطوري السابق فابيو كابيلو في القول: “الفريق لا يملك رجالا أكفاء قادرين على قيادته”.
المدرب البرتغالي كونسيساو وجد نفسه وحيداً، معزولاً في مواجهة الوضع الكارثي، لا يحظى بالدعم الجماهيري، ولا حتى الاداري من قبل ملاك النادي الذين يتحملون مسؤولية القرارات العشوائية التي اتخذوها منذ اقالة باولو مالديني وستيفانو بيولي، في حين عجز المستشار زلاتان ابراهيموفيتش عن تقديم الوصفة اللازمة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظل إفلاس فني واضح في أوساط اللاعبين الذين عجزوا بدورهم عن التأهل إلى ثمن نهائي دوري الأبطال، وتدارك النتائج السلبية بقيادة مدرب مؤقت سيرحل نهاية الموسم، ومع ذلك لم تتضح معالم المدرب الجديد، ولا أسماء اللاعبين الذين يمكن الاستعانة بهم بعد رفض الإدارة إنفاق ما يجب من المال لاستقطاب لاعبين في مستوى الميلان.
تدهور نتائج الميلان وعلاقة المدرب بلاعبيه والإدارة بمكونات النادي قد تؤدي في نهاية الموسم الى رحيل تيو هرنانديز ورافاييل لياو، ويبعد إسماعيل بن ناصر عن العودة من الاعارة، رغم تجديد عقد الدولي الهولندي تيجاني راندرز، في انتظار إيجاد المدرب الملائم والمدير الرياضي المناسب، وإيجاد الآليات التي تدفع الملاك الأمريكان إلى الإنفاق والاستثمار في ناد ليس ككل الأندية، لا يمكنه الاستمرار على هذه الحال، والبقاء بعيدا عن المنافسة على الدوري ودوري الأبطال.
لقد قالها الأسطورة باولو مالديني عندما غادر الادارة: “أنا رحلت، وأنتم الآن أصحاب القرار في النادي، من فضلكم احترموا تاريخ الميلان”، أما المدرب السابق أريغو ساكي فقد لخص الوضع بقوله: “الادارة لا تملك مشروعا لبناء فريق قوي، لا تصبر على المدربين ولا تدعمهم، وقراراتها كلها عشوائية”.


إعلامي جزائري



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد