رأيت في منامي .. انهيار جامعة !

mainThumb

05-03-2025 11:28 PM

بدا لي المشهدُ كضبابٍ كثيفٍ يلفُّ مبنى الإدارة المهترئ في إحدى جامعات الصومال الشقيق، تلك الجامعة التي كانت يومًا رمزًا للعلم. خلال زيارتي الأخيرة، حيث تجوَّلتُ بين قاعاتها المُتشققة، والمكتبة التي تحوَّلت إلى مُخزنٍ بلا خدمات، لم أجد سوى شواهدَ على إدارةٍ فاشلةٍ حوَّلت صرحًا أكاديميًا مرموقًا إلى خرابةٍ تئنُّ تحت وطأة الإهمال.

ليست الأزمة هنا ماليةً فحسب، رغم أنَّ جدران المعامل الخاوية تُنادي بندوب التمويل المفقود، بل هي انهيارٌ مُمنهجٌ في الحوكمة. رأيتُ بعينيّ كيف تُدار الجامعة بقبضةٍ حديديةٍ بعيدةٍ عن الشفافية، حيث تُحاك القرارات في غرفٍ مغلقةٍ، وتُهمَّش أصواتُ الأساتذة المُحبطين الذين أخبروني بأنَّ "البحث العلمي صار ضربًا من الخيال". حتى الطلاب، وهم وقودُ المستقبل، يتسربون من قاعاتٍ بلا كهرباء أو مراجع، بينما تُخصَّص الميزانيات الشحيحة لترميم مكاتب الإدارة الفارهة!

الأسوأ من ذلك، أنَّ الجامعة صارت ساحةً لتصفية الحسابات. فبينما يعاني الأساتذة من تأخير رواتبهم لشهور، تُنفق الأموال على تعيينات وهمية لـ"مُقربين" من دوائر النفوذ. وحين سألتُ عن سرِّ إصرار الكفاءات العلمية على الهجرة، أجابني أحد المُدرسين بمرارة: "نحن هنا مجرد ديكور لإرضاء المانحين الدوليين".

في زاويةٍ من ساحتها الجامعية، وقفتُ أمام لوحةٍ مكتوبٍ عليها "جامعة المحبة.. صرحُ العلم الوطني"، بينما الأرضية تحتها مُغطاةٌ بقمامةٍ لم تُنظف منذ أسابيع. هنا بالضبط، سمعتُ فجأةً هتافاتٍ عاليةً تُطالب بـ"إسقاط الإدارة الفاسدة"، فالتفتُ لأرى مئات الطلاب يُشعلون وقفة احتجاجية. حاولتُ الاقتراب، لكن زحامًا من الأمن الجامعي بدأ يطوقهم بعنف… عندها استيقظتُ فجأةً وأنا ألهث!

الحمد لله كان حلمًا… لكنَّ كابوس جامعة المحبة الحقيقي لا يزال يُطارِدُ ضميرَ كلِّ غيورٍ على مستقبل الصومال. فهل تُدرك السلطات أنَّ اختطاف التعليم العالي لمصلحة الفساد الإداري هو جريمةٌ ضد الأجيال؟ وهل سننتظر حتى تتحول أحلام الانهيار إلى واقعٍ لا عودةَ منه؟

اليقظةُ الآنَ واجبٌ… قبل ألَّا يبقى ما نستيقظُ له ..!


واخيراً .. رغبت أن أشاركم ما رأيت في منامي عسى من يفسره لي ..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد