العُنف المدرسيّ بين الطلاب

mainThumb

05-03-2025 05:12 PM

العنف المدرسيّ ظاهرة مُتفشيّة في مدارسنا وبينَ طلّابنا، ولا تكاد مؤسسة تربويّة تخلو منها، بالرغم من وجود لوائح للانضباط المدرسيّ، وبالرغم من محاولات تجنّبها والحدّ منها، فهل هي انعكاس لما نشاهده من تنامي العنف في المُجتمع؟
لعلّه من الضروري قبل الحديث عن العنف بين الطلاب الإشارة إلى أنّ قانون حقوق الطفل " رقم 17 لسنة 2022، قد أشار في المادّة 21 إلى حظر تعريض الطفل للعنف والإساءة والاستغلال"، وهذا يُعمّم على المجتمع بكافة مؤسّساته، سواء كان في مؤسسة الأسرة أو خارج إطارها في الشارع أو في المدرسة، فالعنف ضدّ الأطفال محظور، ومن حقوق الطفل المشار إليها أيضا "الذهاب إلى المدرسة وتلقّي التعليم في بيئة مدرسية آمنة".
أساب العنف بين الطلاب
لماذا يتعرّض الطلاب للعنف؟ ولماذا يُساء إليهم؟
هذا التساؤل يدعونا إلى الوقوف على أسباب العنف في المجتمع بشكل عام؛ فالمدرسة واحدة من أهمّ مؤسسات تربية الأفراد، والطلاب يعكسون واقعهم ويتصرّفون في المدرسة كما يتصرفون في بيوتهم وأحيائهم، وتشير الدراسات إلى أنّ أهمّ أسباب العنف بين الطلاب هي:
- البيئة المنزلية والمجتمع المُحيط وما يتعرّض له الطفل من أساليب التربية، فقد تكون تربيته تحثّه على أخذ حقّه بيده عندما يتعرّض لأي مشكلة خارج المنزل وخاصة في المدرسة، أو قد يكون الطفل يتعرّض للعنف من خلاله أسرته، والديه وإخوته الكبار أو أقاربه فيقوم بالتعامل مع زملائه بنفس الأسلوب.
- غياب الأنظمة الـتأديبية الرادعة في المدارس، أو وجودها مع عدم تفعيلها، وجهل الطلاب فيها، تتجاهل الكثير من المدارس تطبيق الأنظمة التأديبيّة على طلابها، وتحاول حلّ الكثير من مشاكل العنف بالتراضي بين الطرفين، فيتمادى المُعتدّي في اعتدائه، ناهيك عن أنّ الكثير من الطلاب يجهلون بالعقوبات التأديبيّة التّي قد يتعرّضون إليها إذا مارسوا العنف ضدّ أقرانهم وزملائهم.
- تأثير وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعيّ، فقد أصبح الطلاب يُمارسون العنف على زملائهم تقليدا لما يشاهدونه في أمكان مختلفة من العالم، وأصبح بعضهم يُمارس التنمّر على وسائل التواصل الاجتماعي، ثمّ إذا حضر إلى المدرسة وقعت المشاحنات والمضاربات على أرض الواقع.
آثار العنف بين الطلاب
ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ للعنف بين الطلاب آثار خطيرة على المعنَّف والمعنِّف، فتأثيره على الطالب المعننّف يكون بتعرضه للإصابات المباشرة كالجروح والكسور والخدوش، وربّما تصل إلى التسبّب بعاهة دائمة، وله أيضا آثار نفسية على المُعنّف فقد يُصاب بالاكتئاب والقلق والتوتّر، وانخفاض الدافعية نحو التعليم وترك المدرسة، وقد تصلّ في بعض الحالات إلى التفكير بالانتحار.
أمّا تأثيره على المعنِّف فيكون بإيقاع العقوبات المدرسية عليه؛ فقد يُنقل من مدرسته أو يُحرم من الدراسة، وقد يتعرّض لعقوبات خارج المدرسة بوضعه في مركز للأحداث بعد محاكمته.
العنف المدرسيّ بين الطلاب واقع موجود ولا مجال لإنكاره، والتعامل معه كظاهرة موجودة والعمل على دراستها وإيجاد الحلول لها واجب على كلّ المؤسسات المُجتمعيّة، فالدراسات العالمية تُشير إلى أنّ طالبا واحدا من كلّ ثلاثة طلاب يدخل في عراك جسديّ، وتُشير أيضا أنّ 25% من الطلاب والطالبات من سنّ 13 إلى 15 قد تعرضوا للعنف الجسديّ من زملائهم مرّة واحدة على الأقل في العام الدراسيّ، وهذه النتائج والإحصائيّات خطيرة وعلى المختصّين الوقوف عندها والتعامل معها وعدم تجاهلها.

 

*مساعد مدير في مدرسة أسامة بن زيد الأساسية للبنين
مديرية تربية لواء الرصيفة



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد