رمضان مصنع الإيجابية

mainThumb

02-03-2025 11:22 PM

ها قد أقبل الشهر الفضيل بأنواره ، جاءنا يحمل بركاته وخيراته ، كله خير و بركة ، شهر يغتنم السعداء لجني الأرباح ، فيه تعقد الصفقات المربحة، وفي شهره تلهم و تحفز نوازع الخير في نفوسنا ، يزرع فينا الإيجابية التي تفتح لنا أبواب الخير التي نفتقدها في غيره .

إن رمضان فرصة للتغيير الإيجابي ، يدفعنا نحو ذواتنا لنصنع اليقظة المبصرة ، فنتجه صوب مفاتيح الخير ، نصنع بذرة الخير التي تفتح مداركنا لناصر كوامن الخير الذي تحتويه نفوسنا ، فنتجه نحو تنمية سواعد الخير ببدل المعروف.

إن رمضان فرصة تحفز فينا التفكير الإيجابي ، ننظر أن حياتنا نعمة علينا أن نحفظها و نرعاها و نستغلها فيما خلقت من أجله ، فحياتنا وديعة وأمانة ، نستثمر أوقاتها في مشاريع نافعة ، نسعد أنفسنا مع أهل الخير من الأصحاب ، ندخل السرور و البهجة على الفقراء و المحتاجين ،وذلك أعظم القربات.

إن رمضان فرصة ثمينة نسعد أنفسنا ننمي فيها بواعث الإيجابية فنتجه لذواتنا للتخلص من السلبية التي ألفناها نتخلص من كل العادات السلبية، التي كانت حائلا للارتقاء والتميز، فكم من عادة سلبية ولدت فينا الخمول ، و كم من عادة سلبية أضرت بصحتنا ، و كم من عادة سلبية أضرت بلحمتنا الاجتماعية.

يأتي رمضان ليصنع في ذواتنا الإيجابية ، حيث نصنع فيه أهدافا واضحة، حيث يكون للقرآن الكريم نصيبه ، و للصلوات نصيبها ، فاحرص الواحد منا على بحث على الحسنة فيأتيها ، ويعف اللسان عن الغيبة والنميمة و الخصومة و تعف اليد عن البطش و الأذى ، فاحرص على الصلة و بر الأرحام ووصل المودات ، كل تلك الأمور يصنعها رمضان.

إن الشهر الفضيل فرصة لممارسة التأمل بشموله ، يكون فرصة للتأمل أحوالنا ، فرصة لنزن فيها أعمالنا ، أن يكون للواحد منا جلساته الخاصة التي يحاسب فيها النفس عن التقصير ، بل ذلك التأمل يدفعنا لنخصص برامج يومية ، تبرمج فيه مشاريع خزائن الخير ، فيكون لكل برنامج وقته و مصرفه ، هذا وقت التأمل و هذا وقت الصلاة، وهذا وقت الواجبات المهنية والأسرية والاجتماعية ، نفعل ذلك طلبا لمرضاة الله و طلبا لرضوانه .

ولعل من الإيجابية المتفردة في رمضان هي روح التواصل مع دفء العائلة والأصدقاء ، في لياليه تعزز روح الجماعة المتآلفة المتحابة ، المجتمعة حول مائدة واحدة ، فما أسعد أن تحاط حياتنا بمثل هذه الأريحيات الجمالية ، التي نتمنى أن يكون العام كله رمضان.

فما أسعد من خصص من وقته و جهده فرصة للتطوع لمساعدة الآخرين، يعزز الشعور بالوحدة و التضامن المجتمعي ، يشعر فيه الجميع بالجلفة و المحبة ، يشعر فيه الجميع بالجسم الواحد ، الذي إذا ما أصابه مكروه أو ألم به ضرر شعر الجميع بوحدة و التضامن ، لهذا وجب أن نجعل من رمضان فرصتنا لتُخطط للاستفادة من أيامه و لياليه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد