أنا والقذافي والصمة القشيري

mainThumb

26-02-2025 09:17 PM

قال الصمّة القشيري:
بِرُوحِيَ تلك الأرض ما أطيبَ الرُّبى
وما أحْسَنَ المُصْطافَ والمُتَرَبَّعا
هذا البيت للصمة القشيري كان له معي موقف طريف لا ينسى.
في عام ١٩٩٩ قلت لطلابي هذا البيت يشير الشاعر فيه إلى جمال نجد، فقال طالب سوري من عائلة الرواف: نجد ما فيها جمال وكلها صحراء، وأيّده حينها زميله أشرف محمد سعيد القشاط ابن السفير الليبي في الرياض حينها، وردّ عليه طالب سعودي اسمه سليمان الشويعر، وقال: ليبيا كلها صحراء وما فيها زرع ولا شجر، وحصل تلاسنٌ سريع مُريع، وأنا احاول لملمة الموضوع بحزم، فسارع الشويعر وقال للقشّاط: رئيسكم يلبس بطانية مشيرا إلى البِشت الذي يلفّه القذافي على نفسه، لملمنا الموضوع بعد محاضرة عن الوحدة العربية وأنّنا عرب وبيننا أواصر متينة، وتصالح الطلاب، وظننتُ أن الأمر صار طي النسيان.
مع بداية الطابور في اليوم التالي الساعة السابعة صباحا، وإذا برجل طويل جدا يلبس بدلة سوداء بلون بشرته، يدخل المدرسة ويسأل عني، ويعرّف بنفسه: محمد النور مدير مكتب سعادة سفير ليبيا في الرياض، جئت لأعرفَ وأستطلع ما حصل، وأعبر عن استياء سعادة السفير من الإساءة التي حصلت لسيادة العقيد القذافي، حينها كدتُ أنفرط ضحكا ولكني تماسكت، وقلتُ له: الأمر انتهى والشباب تصالحوا، قال: حتى ولو، لكن هذه إساءة، وكان الأصل أن يكون هناك عقاب للطالب وموقف حازم من المدرسة، تدخّل المدير وانتهى الآمر على خير.
بعدها بشهر تقريبا زارنا السفير ومدير مكتبه، وأهداني نسخة من كتابه: (موسوعة القبائل العربية الليبية) ووقعه بإهداء منه.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد