موسيقى الطفولة والشباب: طريق محتمل للوقاية من الخرف

mainThumb
سماعة

25-02-2025 06:05 PM

السوسنة- في عام 2020، انتشر مقطع فيديو مدهش يظهر راقصة باليه سابقة تُدعى مارتا سينتا غونزاليس سالدانا، التي كانت تعاني من مرض الزهايمر في مراحل متقدمة. في الفيديو، وهي تستمع إلى مقطوعة "بحيرة البجع" لتشايكوفسكي، تظهر بشكل مفاجئ في حالة انتباه وتبدأ في أداء رقص كان قد تدربت عليه كثيرًا في شبابها.

ووفقًا لموقع "نيو أطلس" نقلاً عن مجلة Scientific Reports، تواصل هذه الفيديوهات الانتشار على مر السنين، إذ تبرز الطريقة المدهشة التي يمكن أن تحفز بها الموسيقى المسارات العصبية الخاملة لدى كبار السن المصابين بالخرف. ورغم أن العلاج بالموسيقى أصبح ممارسة شائعة في دور رعاية المسنين، إلا أن القليل من الأبحاث تناولت الآليات العصبية وراء هذه الظاهرة، أو الموسيقى التي قد تعزز من الفوائد الدماغية المحتملة.

ظاهرة مذهلة وقد أجابت دراسة أجريت عام 2022، بقيادة سايكي لويس من مختبر التصوير الموسيقي وديناميكيات الأعصاب بـ"جامعة نورث إيسترن"، على سؤالين محددين فيما يتعلق بهذه الظاهرة المذهلة التي تثيرها الموسيقى:

كيف يؤثر برنامج العلاج بالموسيقى الذي يتم التحكم فيه لمدة ثمانية أسابيع على النشاط والاتصال بين مناطق السمع والمكافأة في الدماغ؟

وهل تتضخم التأثيرات المفيدة للموسيقى عندما يتم اختيار الموسيقى ذاتيًا، مع التركيز على الأغاني ذات المعنى الخاص للفرد؟

موسيقى "منشطة" أو "مريحة" وللتحقق من ذلك، قام فريق البحث بتجنيد مجموعة صغيرة من كبار السن الأصحاء إدراكيًا. بالتعاون مع معالج موسيقى، أنشأ كل متطوع قائمتين تشغيل للموسيقى - واحدة أطلق عليها "منشطة" والأخرى "مريحة".

تم تكليف المجموعة بالاستماع إلى الموسيقى من قوائم التشغيل التي اختاروها ذاتيًا لمدة ساعة واحدة كل يوم، على مدار ثمانية أسابيع. تم تصميم تجربة الموسيقى اليومية لمدة ساعة واحدة لتكون مركزة، لذلك طُلب من كل موضوع الانتباه إلى مزاجه وعواطفه وذكرياته أثناء الاستماع إلى قوائم التشغيل الخاصة به. لم يكن الأمر مجرد تشغيل الألحان في الخلفية أثناء القيام بالمهام اليومية.

اختبار تصوير الدماغ في بداية ونهاية الدراسة، تم إجراء اختبار تصوير الدماغ لكل مشارك، حيث استمع إلى 24 مقطعًا صوتيًا مختلفًا. كما تم اختيار ستة من المقاطع الموسيقية ذاتيًا من قبل المشارك، في حين كانت البقية عبارة عن قطع موسيقية أخرى تمتد إلى العديد من الأنواع المختلفة التي اختارها الباحثون.

وأوضحت سايكي لويس كيف كشفت نتائج فريقها البحثي أن التدخل الموسيقي لمدة ثمانية أسابيع أدى إلى زيادة الاتصال عبر بعض مناطق الدماغ الرئيسية.

وأضافت أنه تم ملاحظة تغييرات في الاتصال السمعي بنظام المكافأة، وتحديدًا الاتصال بين الشبكة السمعية والقشرة الجبهية الأمامية الوسطى (وهي جزء من نظام المكافأة) زاد بعد التدخل، كما ظهر أن شبكة التحكم التنفيذي اليمنى، والتي تشمل المناطق المهمة للانتباه والوظيفة التنفيذية، أصبحت أكثر دقة في تمثيل الموسيقى بعد التدخل.

نتائج مثيرة للاهتمام وبحسب لويس، كانت هذه الدراسة هي المرة الأولى التي يُظهِر فيها تدخل قائم على الموسيقى أنه يسبب تحسينات طولية في الاتصال بين شبكات الدماغ. ومن وجهة نظر سريرية، فإن هذه النتائج مثيرة للاهتمام، حيث يُرى انخفاض الاتصال والنشاط في القشرة الجبهية الأمامية الوسطى في عدد من الحالات التنكسية العصبية، فضلاً عن الأمراض النفسية مثل الفصام والاكتئاب.

وكان الاكتشاف الرئيسي الآخر في الدراسة هو أن الموسيقى التي يتم اختيارها ذاتيًا كانت أكثر فعالية في إشراك مسارات الدماغ هذه، مقارنة بأنواع أخرى من الموسيقى غير المألوفة. وأضافت لوي أيضًا أن الموسيقى التي يتم اختيارها ذاتيًا الأكثر فعالية تبدو وكأنها الأغاني المرتبطة بسنوات أصغر سنًا للمشارك.

الموسيقى الأكثر فعالية إن الاكتشاف بأن الموسيقى الأكثر فعالية لإعادة إحياء المسارات العصبية في سن الشيخوخة هي ما تم الاستماع إليه في شباب المرء وهو ما يعيد إلى الذاكرة بشكل مثير للاهتمام قدر كبير من الدراسات التي توضح كيف تتشكل الموسيقى والذوق الثقافي بشكل أساسي في سنوات المراهقة لدى الشخص.

الاختيارات الشخصية وأشارت لويس إلى أن أحد أهم الاستنتاجات من دراسة عام 2022 هو أنه لا يمكن أن تكون هناك استراتيجية واحدة تناسب الجميع للعلاج بالموسيقى. لذا فإن الاستماع إلى الموسيقى التي يحبها المرء أمر مهم، ولكن ما لم تتمكن هذه الدراسة من الإجابة عليه هو مدى فعالية العلاج بالموسيقى سريريًا كعلاج للمرضى المصابين بالخرف.

موسيقى النوستالجيا ومؤخرًا، ركز باحثان من "جامعة سازرن كاليفورنيا" على ما يحدث في الدماغ عندما يستمع المرء إلى موسيقى الحنين إلى الماضي.

وتم عمل مسح على أدمغة عدد من الأشخاص في جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي أثناء استماعهم إلى الموسيقى التي يحبونها، ووصفت سارة هينيسي، إحدى الباحثات، النتائج بأنها "مذهلة".

تحسين القدرة على التركيز نظرت أحدث دراسة أجرتها لوي، والتي نُشرت في أكتوبر 2024، عن كثب في كيفية مساعدة الموسيقى للأشخاص على التركيز على مهام معينة. واكتشفت أن أنواعًا معينة من الموسيقى يمكن أن تساعد الأشخاص الذين يعانون من صعوبات الانتباه على التركيز على مشروع ما. ورجحت النتائج أن الموسيقى السريعة بدون كلمات تساعد في تركيز النشاط الإيقاعي الطبيعي للدماغ.


اقرأ المزيد عن:








تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد

بحث تسهيل منح قروض للمواطنين في البادية الشمالية الشرقية

اجتماع بعجلون يناقش الخطة المرورية لشهر رمضان المقبل

العمل النيابية تناقش قضايا تتعلق بمتقاعدي الضمان الاجتماعي

مزارعو الأغوار الشمالية يتكبدون خسائر فادحة جراء الصقيع .. فيديو

جلسة توعوية في لواء بني كنانة عن قانون الضمان الاجتماعي

إشهار الفريق الوطني البلقاء للتقييم الحسي لزيت الزيتون

زراعة الطيبة تنظم يوما علميا حول آفات اللوز

لبيد: حكومة نتنياهو فشلت في إيجاد بديل لحماس بغزة

الاحتفاء بإشهار كتاب اليفاع المُمتّع للدكتور عمر الفجاوي

الوطني الإسلامي .. شباب من مختلف المحافظات يعلنون انتسابهم للحزب

الدفاع الجوي الإيراني يسقط أهدافًا استطلاعية اخترقت مجاله الجوي

مستقبل البيتكوين: سوق العملات المشفرة يخسر 230 مليار دولار .. والسبب

نتائج مميزة لنشامى الأمن العام في بطولة مصر للجوجيستو

إجراءات مشددة لمكافحة التدخين في المدارس .. عقوبات تصل للفصل النهائي

مجلس الأمن يستمع لمسؤولة أممية حول مستقبل فلسطين وغزة