خاتمي يلمّح إلى إمكانية الحوار مع واشنطن

mainThumb

25-02-2025 04:15 PM

السوسنة- ألمح الرئيس الإيراني الإصلاحي السابق، محمد خاتمي،  إلى إمكانية إجراء محادثات مع الولايات المتحدة، معارضًا بذلك تصريحات سابقة للمرشد الإيراني علي خامنئي.

وخلال اجتماع مع ناشطين إصلاحيين، نقل موقع جماران التابع لمؤسسة المرشد الإيراني (الخميني) عن خاتمي قوله إن المفاوضات والحوار لا تعني الاستسلام لابتزاز العدو ، دون أن يذكر الولايات المتحدة صراحة.

وأشار خاتمي إلى أن الوضع في البلاد ليس جيدًا، لكنه رفض تحميل المسؤولية للرئيس المدعوم من الإصلاحيين، مسعود بزشكيان، مؤكدًا أن الأزمة الحالية هي نتيجة لنهج وسياسات اعتمدت منذ سنوات، والآن تتكشف نتائجها.

وأضاف أن بعض القوى التي خسرت السلطة تحاول إلقاء اللوم على الحكومة الإصلاحية، لكنه شدد على أن هناك عوامل متعددة ساهمت في تدهور الأوضاع، بما في ذلك التدخلات الخارجية والطموحات المفرطة والرغبة في الانتقام. وختم بالقول: يجب أن نسأل أنفسنا أيضًا: ماذا فعلنا لمنع هذا الوضع؟ وإلى أي مدى سمحنا له بالتفاقم؟.

وقال: «يجب أن نكون مستعدين للتفاوض والتفاعل (مع العالم) عندما تكون مصلحة النظام على المحك. وقال خاتمي إن التفاوض والتفاعل لا يعنيان الاستسلام لابتزاز وعدوان العدو، بل هو لجلب الإمكانات لتقدم البلاد، وما يحقق المصلحة الوطنية والخير العام يجب أن يتم تأمينه».

ورأى خاتمي أن «السعي نحو المثل العليا لا يتعارض مع الواقعية، بل تجب رؤية الحقائق ومع وجود الحقائق تكون المثل العليا قابلة للتحقيق. يجب التخطيط لتحقيق المثل العليا. المثل العليا ليست شعارات، وبعض الشعارات ليست مبررة أو منطقية على الإطلاق». وأضاف أن «هناك أشياء تُقال وهي غير قابلة للتحقيق. إنفاق كل الموارد في هذا المسار والحصول على نتائج عكسية، ليس منطقياً ولا حكيماً».

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال المرشد علي خامنئي، إن المحادثات مع الولايات المتحدة «ليست من الفطنة أو الحكمة أو الشرف»، في تصريحات تفسَّر في الفضاء السياسي الإيراني بأنها أوامر لحظر أي محادثات مباشرة مع إدارة دونالد ترمب.

على خلاف إصرار الجناح الإصلاحي في السلطة، سارع أعضاء الفصائل محافظة في إيران، إلى توجيه انتقادات لمحاولات الانفتاح إلى الغرب، وتساءلوا عن نيات الولايات المتحدة.

وقال المنظر المحافظ محمد جواد لاريجاني إن «الولايات المتحدة لن ترفع العقوبات الرئيسية عبر التفاوض إلا إذا قدمت إيران تنازلات تمس استقلالها»، لافتاً إلى أن «الادعاء بأن عدم التفاوض سيؤدي إلى الحرب لا يستند إلى دليل قوي».

وأضاف لاريجاني في حديث لوكالة «إيلنا» الإصلاحية أن إيران قادرة على تقليل تأثير العقوبات تدريجياً وربما إلغائها بالكامل دون الحاجة للتفاوض... لدينا كثير من الخيارات، لكن علينا أن نكون أذكياء في استخدامها»، مضيفاً أن «استمرار العقوبات سيجعل واشنطن تدرك عدم جدوى هذا النهج».

كما وصف لاريجاني اتفاقية التعاون الاستراتيجي مع روسيا أنها إنجاز كبير للحكومة، وأشاد بالعلاقات مع بكين مشدداً على أهمية استغلال البدائل المتاحة بعيداً عن التفاوض مع أميركا.

ولفت لاريجاني إلى أن سياسة الجوار تعد أحد البدائل لمواجهة الضغوط الاقتصادية الأميركية، مشيراً إلى أن «هذه السياسة كانت ثابتة في إيران، لا سيما خلال حكومة إبراهيم رئيسي»، متوقعاً أن يدفع مسعود بزشكيان هذه السياسة «بقوة».

وأضاف: «علينا أن نستفيد من الإمكانات الأخرى لتقليل تأثير العقوبات تدريجياً، وربما إلغائها تماماً في المستقبل. وعندما تدرك الولايات المتحدة أن هذه السياسة غير مجدية، ستعيد النظر فيها. هل هذا ممكن؟ من الناحية الفنية، أعتقد أنه كذلك».

وتساءلت صحيفة «كيهان» المقربة من مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، عما إذا كان خاتمي يهتم حقاً بالشعب الإيراني، أم أنه يتصرف «كأداة وممثل لمصالح فريق (الرئيس الأمريكي دونالد) ترمب».

اقرأ المزيد عن: 








تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد