عندما تسقطُ الحقيقةَ منْ ينجو؟

mainThumb

25-02-2025 01:40 PM

لو خيّرتُ لأكونَ شعورًا واحدًا لاخترتُ أن أكون شعور "الحقيقة و الوعيّ"، هل تعلم ما معنى أن تكون يقظًا في زمنِ النّيام؟ ،وأن تكون مُدركًا حين تُقفلُ عليك الدنيا أبواب جهلها؟

هذا بالضبط ما تمنّيته حينما طاحَ نظري على قصةٍ جديدةٍ من قصصِ هذا العصر الذي نعيشهُ.
إنَّها الشابة المصريّة "آية عادل" التي لاقت مصرعها إثر سقوطها من شرفةِ شقتها في الطابق السابع بالعاصمة عمّان!

ما تضمرهُ الحقيقة أكبر بكثيرٍ مما تظهرهُ، ومن يسقطنْ في فوهة اختياراتهنْ أكثر بكثيرٍ من اللواتي يسقطن إثر رجّة السقوط الفعليّة، و من يزرعنْ بساتينًا أقل بكثير من اللواتي يحصدنْ مزارع الألغام!!
ومن تلبسَ اللّثام على وجهها خِشية أن يرى الناس تعاستها الفارهة، و رضوض خيبتها، و لكمات أساها ، تبيعُ لكل من يشبهن مسيرتها براقع الذلّ والمشقَّة!

قرأتُ أكثر عن حياتها،وكانت الصاعقة التي حفَّزت غضبي ومشاعري لأكتبَ عنها بالتحديدِ، هي التناقض الصارخ الذي يعيشُ فيه زوجها، فكيف ممكن أن يناضلَ الإنسان تجاه حقوق المرأة، وخلف الستار يُمارس التنكيل والتعنيف؟ إن بعض الأقنعة مصنوعة بإتقان، لكنها تسقط دائمًا، وإن تأخرت.
هذه الحادثة، إن صحَّت الاتهامات، تسلط الضوء على ضرورة التدقيق في الشخصيات التي تمثل القضايا الحقوقية، لأن مجرد رفع الشعارات لا يعني الإيمان بها.

فأحيانًا يبدو الزيف أكثر إقناعًا من الحقيقة، لأنه يرتدي قناعًا أنيقًا، لأنّنا مبرمجون على الحكمِ على المظاهرِ!

لأننا لا نتعبُ أنفسنا حتى في التفحّصِ والمُعاينة!
ولأن المُعاينة قد تكشفُ لنا وجهًا آخرًا ، ربما لا نريدُ تصديقهُ!

"آية" ليست الوحيدة التي رأتْ النار وحاذتها،والحِجار و أزاحتها ، والشرخ العظيم في الجدارِ وأقامتهُ ، ليست وحدها من دفعتْ ثمن صبرها،وصمتها،وفرصها الضائعة!
إنَّ الفرصَ التي تُعطى للذئابِ، تَطحنُ صاحبها تحت نواجذِها!
الفرص ليست للجميع،لأنَّ الحياةَ مرةً واحدةً ،إمَّا أن تُعاش بكرامة،أو ستُرمى من الشرفةِ كالقُمامة!!






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد