صحيفة السوسنة الأردنية

عمان - السوسنة

عقب الاعتداء على ثلاثة أطباء في قسم الطوارئ بمستشفى الكرك الحكومي الأسبوع الماضي، والذي أسفر عن إدخال أحدهم إلى العناية المركزة، تصاعدت المطالبات للجهات المعنية باتخاذ إجراءات صارمة للحد من هذه الظاهرة المستمرة.

وفي تفاصيل الحادثة، أقدم ثمانية مرافقين لأحد المرضى على الاعتداء بالضرب على الأطباء، مما أدى إلى إصابة أحدهم بكسر في الكوع الأيسر وارتجاج دماغي استدعى إدخاله للعناية المركزة، في حين تعرض الطبيبان الآخران لرضوض وكدمات استدعت إدخالهما لقسم الجراحة للمراقبة الطبية.

من جانبها، أعلنت نقابة الأطباء الأردنية عن متابعتها للإجراءات القضائية من خلال محاميها، بالإضافة إلى متابعة الوضع الصحي للأطباء المعتدى عليهم، والتنسيق مع إدارة المستشفى لاستكمال الوثائق الرسمية اللازمة لرفع القضية بصفتها اعتداءً على موظفين أثناء تأدية عملهم.

وأكد عضو مجلس نقابة الأطباء، الدكتور حازم القرالة، في تصريح لصحيفة "الرأي"، أن أكثر من 90% من حالات الاعتداء على الأطباء تحدث في أقسام الطوارئ، نظرًا للتواصل المباشر بين الكوادر الطبية والمراجعين، مشيرًا إلى أن 95% من الاعتداءات يرتكبها المرافقون وليس المرضى أنفسهم.

وأوضح القرالة أن الاعتداءات أكثر شيوعًا في المستشفيات الحكومية مقارنة بالقطاع الخاص، بسبب الضغط الكبير على أقسام الطوارئ، وارتفاع أعداد المرافقين فيها، ما يسهم في زيادة احتمالية وقوع مثل هذه الحوادث.

وأشار إلى أن معدلات الاعتداء على الأطباء خلال السنوات الخمس الأخيرة بقيت ضمن نطاق 75-90 حالة سنويًا، دون تسجيل زيادة ملحوظة، مقارنة بعام 2020 الذي شهد 113 حالة، مؤكدًا أن المشكلة تكمن في تكرار الاعتداءات، مما يستدعي إجراءات فاعلة للحد منها.

وفيما يتعلق بأسباب تفشي هذه الظاهرة، أرجع القرالة الأمر إلى النقص الحاد في الكوادر الطبية داخل أقسام الطوارئ، مما يؤدي إلى حالة من الاستياء بين المراجعين ومرافقيهم، إضافة إلى ضعف التنظيم الإداري داخل المستشفيات الحكومية، حيث يدخل بعض المرضى برفقة أعداد كبيرة من المرافقين، مما يزيد من احتمالية وقوع مشادات واعتداءات.

ودعا القرالة إلى تشديد العقوبات القانونية على المعتدين، مشيرًا إلى ضرورة تعديل التشريعات لفرض عقوبات رادعة على من يعتدي على الكوادر الطبية أو يتسبب في تخريب الممتلكات العامة داخل المستشفيات، أسوة بالقوانين المطبقة في العديد من الدول.

كما شدد على أهمية نشر ثقافة الوعي بأولويات العلاج في أقسام الطوارئ، موضحًا أن بعض الحالات المرضية البسيطة يجب أن تُعالج في العيادات والمراكز الطبية الشاملة بدلاً من مراجعة الطوارئ، لإتاحة المجال للحالات الأكثر خطورة.

وأشار القرالة إلى أن نقص التدريب على التعامل مع المرضى في أقسام الطوارئ يُعدّ عاملاً آخر يسهم في تصاعد الاعتداءات، إذ يتم تعيين الأطباء في هذه الأقسام دون حصولهم على دورات تدريبية متخصصة، مما يؤثر على جودة التواصل مع المرضى ومرافقيهم.

ونادى بضرورة تحسين بيئة العمل للكوادر الطبية، وتقليل ساعات العمل المرهقة التي تصل إلى 80-90 ساعة أسبوعيًا لبعض الأطباء، مما ينعكس سلبًا على صحتهم النفسية والجسدية، ويؤثر على جودة الخدمة الطبية المقدمة.

وأكد أن النقابة تتابع جميع حالات الاعتداء في المستشفيات والمراكز الصحية، وتوفر محامين في جميع محافظات المملكة للترافع في القضايا على نفقتها، إضافة إلى إعداد إحصائيات سنوية عن الاعتداءات، والتعاون مع وزارة الصحة والمركز الوطني لحقوق الإنسان لمناقشة أسباب الظاهرة وإيجاد حلول قانونية وإدارية.

وفي هذا السياق، تعمل النقابة على التنسيق مع مجلس النواب لدفع تعديلات تشريعية من شأنها تغليظ العقوبات على المعتدين على الكوادر الطبية، مشددة على ضرورة تعيين كوادر أمنية مؤهلة داخل المستشفيات، ووضع آليات تنظيمية تضمن ضبط أعداد المرافقين داخل أقسام الطوارئ، فضلاً عن تعزيز دور المراكز الطبية الشاملة لتخفيف الضغط على المستشفيات الحكومية .

إقرأ المزيد : 

• التنسيق مع الحاكم الإداري عند إقامة موائد الرحمن
• موعد صرف عيديات الأسر المنتفعة من صندوق الزكاة والأيتام