صحيفة السوسنة الأردنية

كان الاجداد يضربون الامثال من خلال تجارب ميدانية ومع تكرارها تثبت في الذاكرة الشعبية وتستخدم في المواقف المشابهة
ومع التجوال والسفر بالأغنام والمواشي تتناقلها الاجيال وكذلك الامر عندما كانوا يتزاورون ويمكثون عند بعضهم البعض اياما وليالي ويتسامرون ليلا في المضارب المخصصة للضيوف بالروايات والقصص والحكم ويتناقلوها مما يساهم في انتشارها
ومناسبة الخاطرة انني وكنت والصديق العزيز الدكتور الشيخ عبد الله تليلان في زيارة لمضارب احد شيوخ المنطقة
وكنا في مهمة لإصلاح ذات البين بين اصدقاء مشتركين للصديق ابو ايمن وانا اعرف احدهم والزمني ان أرافقه بمذكرة جلب على طريقة الشيوخ ولا مجال للاعتذار واعطى تعليماته بإن البس الزي العربي
وسمعت ذات الرجل الشيخ الحكيم الذي زرناه في مضاربه العامرة عندما ذكر تلك المقولة ((مطرح العقرب لا تقرب ومطرح الحية (الأفعى افرش ونام ))
فقلت له ياشيخ فكيف يكون الحال مع العقارب البشرية التي تكاثرت هذه الايام
فصمت لبرهة وتنهد بعمق
ثم قال هذه يؤجّل الحديث فيها إلى زيارة اخرى لان الموقف في اصلاح ذات البين لا يجوز فيه ذكر غير محاسن المتخاصمين من الأصدقاء
فأكبرت في الشيخ حكمته وبعد نظره
لانه من الحكمة ان تنقل للأطراف المتنازعة الكلام الطيب من الطرفين وعدم ذكر ما قد تسمعه منهم من اساءة متبادلة قد تصدر في لحظة انفعال ،
وتواصلت مع الشيخ الحكيم لذكر اسمه في الخاطرة وتمنى علي ان لا اذكره لانه يرى ان عمل الخير وإصلاح ذات البين هو لله تعالى ويفضل ان يبقى طي الكتمان ،
والله المستعان على العقارب البشرية التي تنتشر وتتكاثر في سعد الخبايا (تقويم لفترات الشتاء )