متى يكون لحياتك معنى

mainThumb

22-02-2025 02:08 AM

حين نحاول أن نفهم ماذا تعني لنا الحياة ، هل هي ساعة الميلاد التي يستبشر الأهل والأحباب بها بأهازيج و أفراح؟!

وهل معناها بدايات الطفولة التي نقضيها في سرور ومرح ، لا نعرف فيها معنى الشقاء ولا الحرمان غير الضحك و العدو ؟!

أم هي مرحلة الفتوة و بداية الشعور بالذات والتي نشعر فيها أننا كائن يبحث له عن مكان في خريطة اسمها دفة الحياة المفتوحة الغايات و الأهداف و الطموحات ، فيها يسعد المجدون في حياتهم بإنجازات ترسم لهم معالم النجاح ؟!

وفيها يتألم المقصرون ، من فاتهم حصاد العمر.

و قد يكون للبعض الآخر معاني آخر تختلف باختلاف عزمهم أو ضعفهم أو وقد تختلف بحسب طبيعة التنشئة في وسط العائلة أو خلال علاقات الرفقة والزمالة كل تلك العوامل لها دور مهم في بناء الشخصية التي تستمتع بطعم الحياة ولذتها .

ولهذا سوف يكون تركيزي على المعاني القيمية التي من خلالها تصنع السعادة والسلام الداخلي .

إذا كنا نرغب بشكل جدي علينا أن نتوقف لحظات مع المعنى الحقيقي الذي نسعى من خلاله بناء مسار صحيح لحياة لها أثر إيجابي ، فحتما سوف يسوقنا البحث الجاد لهذا معنى الذي يبحث عنه السعداء.

يمكن للمرء أن يحقق المتعة و السعادة، أن يسعد نفسه حين يحقق المتع الخاصة، ومع هذا لا أظن أن يشعر بكمال المتعة الحقيقة التي لها معنى، حين يغيب مفهوم إسعاد الغير ، حين يكون الآخر جزءا من اهتمامنا ، فإن الحياة بهذه المعنى أبلغ أثرا من حياة الأنانية .

وقد يكون تحقيق لذة متعة المادية لها أثرها في تحقيق متعة الحياة و لو كانت الملاذ مباحة و فيها الأجر و التواب ، فإن لذة و متعة حياة الروح لها أثرها الأبلغ ، فكم من المفتونين في أغلال المادة محرمون من لذة الحياة الروحية ، محرمون من أبعاد الحياة العاطفية الحقيقية ، فهم مثل أشباح بلا روح .

لا أتصور حياة لها معنى دون أن تكون لها قيم ومبادئ ، فحياة السعداء واضحة المسار ، محددة المسالك ، محددة مسار النهاية ،واضحة في وسائلها ، تراهم يأثرون الجد عن الهزل ، يفضلون التأني والتروي على التهور ، يفضلون المصالح العامة على المصالح الضيقة ،يميلون للتوازن في ترجيح المصالح ، تشغلهم فضاءات المخابر على أضواء الشهرة ، فبذلك هم شمات و علامات .

إن أعظم ما يتميز به الناجحون ، تلك النشوة المستعرة و التي تصغر في حقها كل المتع ، هي شعف المعرفة و لذة طلب الاستزادة من طلب العلم ،فبركة طلب العلم لا تضاهيها متعة ،فمعنى أن تكون لحياتك معنى أن يستمر طلب العلم إلى الممات .

ولا أتصور متعة يغيب في نصيبها حب الخير وبذل المعروف ،و خدمة المجتمع الإنساني ابتغاء مرضاة الله و طلب عفوه ومغفرته.

ولا أتصور معنى للحياة حتى تنزع منا صفة الإنسان ، فمكون مثل الألة المتوحشة ،بلا روح و لا عاطفة، لا يهم أن تبادل الإنسانية في سبيل تحقيق الكمال المادي ، فتصبح المادية هي معيار التعامل الإنساني ،ففي الحقيقة هي حياة بلا معنى ولا قيمة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد