الاتحاد الأوروبي والعصا الأمريكية

mainThumb

19-02-2025 03:18 PM

منذ تولي دونالد ترمب مهامه الرئاسية في العشرين من الشهر المنصرم، حبست أوروبا أنفاسها خشية القرارات التي سيصدرها فور مجيئه إلى البيت الأبيض، فقد خبرت أوروبا سلوك ترمب في عهدته الرئاسية السابقة، لقد كان أشبه ما يكون بالعدو الخفي الذي يناكف الاتحاد الأوروبي، و يتوعدهم بفرض رسوم وضرائب على صادراتهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وبالفعل فرضت إدارة ترمب رسوم جمركية على صادرات الاتحاد الأوروبي، فكان من أوائل الأوامر التنفيذية التي وقعها دونالد ترمب بمجرد استلامه مهامه الرئاسية، بفرض رسوم على صادرات الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي أثار حفيظة قادة الاتحاد الأوروبي، وتوعدت رئيسة المفوضية الأوروبية برد حازم و صارم على الخطوات التي اتخذها ترمب ضدهم.
ولم يكتف ترمب بتلك الإجراءات بل وقتما حضر نائبه ذي فانس إحدى جلسات النيتو، صرح تصريحا أثار ضجة في أروقة الاتحاد الأوروبي ذلك بضرورة أن تدافع أوروبا عن نفسها، و ألا تنتظر أن تدافع عنها أمريكا، وزادت صعوبة العلاقة بين الاتحاد الأوروبي و إدارة ترمب، فرأى ترمب أن الولايات المتحدة الأمريكية تدفع ما يقارب ال٥٠٪ من المساعدات للنيتو، مما دفعه أن يقول أن النيتو بهكذا دعم أمريكي يعد منظمة أمريكية، ناهيك عن التوتر الذي حدث بين الولايات المتحدة و كندا، حيث صرح الرئيس الأمريكي أن الدعم المقدم لكندا يجعلها مؤهلة لتكون الولاية الواحدة والخمسين للولايات المتحدة الأمريكية، عدا أن الجيش الكندي الدعم الأكبر له تقدمه أمريكا، و صرح بأنه سيتم فرض رسوم على صادرات كندا للولايات المتحدة الأمريكية.
و في ذات السياق هناك إرهاصات تشير إلى عزم إدارة ترمب على انسحاب القوات الأمريكية من كامل الأراضي الأوروبية المتواجدة بها، مما أضاف عبئا إضافيا على كاهل دول الاتحاد الأوروبي، وما زاد الطين بلة الاجتماع المنوي عقده والذي يجمع روسيا ( بوتين) و أمريكا ( ترمب)، بشأن صفقة لإحلال السلام بين روسيا وأوكرانيا، حيث أبدى زيلينسكي معارضته لأي عملية سلام تتم بمنأى عن أوكرانيا، وقد جاء موقفه هذا بالتزامن مع تقديم الاتحاد الأوروبي الدعم الكافي له، فأوروبا تعارض إبرام سلام مع روسيا بوتين، في وقت طلب منه ترمب نصف تريليون دولار وهي قيمة معادن طبيعية في أوكرانيا، لقاء المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية لأوكرانيا في الحرب على روسيا في عهد الرئيس السابق جو بايدن.
ختاماً: معركة ترمب مع أوروبا لن تنتهي عند مواقفه وخطواته الصادمة التي خطاها ضدها، والتي كان لها صدى كبيراً في الاتحاد الأوروبي، حيث عمد قادة الاتحاد الأوروبي إلى محاولات تبدو واهنة للتخفيف من و طأة قرارات ترمب الغير مسبوقة تجاههم.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد