من غزة إلى الإسكندرية: ترامب والمستوطنون في أريزونا

mainThumb
غزة

19-02-2025 01:17 AM

وكالات - السوسنة

ذكرت صحيفة هآرتس العبرية، أنه وتحت إشراف ترامب، الذي يبدو أنه مولع بأفكار "الترانسفير"، تزايدت التصريحات المثيرة للجدل حول تهجير 1.5 مليون شخص من أصل إسباني من الولايات المتحدة و2.25 مليون فلسطيني من قطاع غزة. ترامب، الذي يحلم بتغيير الواقع بشكل جذري، يبدو متفائلاً بما يصنفه كحلول جذرية قد تساهم في بناء عالمه المثالي.

وتابعت الصحيفة، لكن، ومن منظور سياسي واقعي، يبدو أن هذه الأفكار لن تجد طريقها إلى التنفيذ. فتصريحات ترامب عادة ما تظل في إطار الخطاب السياسي الذي ينتهج تردادات إعلامية مثيرة، دون أن تتحول إلى خطط عملية. في هذا السياق، تظهر فكرة "الترانسفير" التي تبناها البعض في إسرائيل كإحدى الأفكار المغرية، لكن جوهرها يعكس جهلاً كبيراً بالموقف المعقد في المنطقة.

وأضافت، حتى وإن تم تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، لا يعني ذلك أن إسرائيل ستتمكن من السيطرة على الأرض بشكل دائم. ففي ظل صراع المصالح الداخلية في إسرائيل، ستظهر مستوطنات جديدة وستتوسع إلى حدود مصر، مما سيؤدي إلى تطور الأحداث وتصعيد التوترات على الحدود، وهو ما قد يتسبب في معاناة إنسانية جديدة، بما في ذلك سقوط ضحايا من الأطفال.

وسيتكرر هذا إلى أن يصل أتباع بن غفير وستروك إلى “الحدود الموعودة”، المفصلة في أسطورة أبينا إبراهيم والعهد بين الأشرار، الذي يعني حتى الإسكندرية.

أما بالنسبة لرؤية اليمين الإسرائيلي، فسيواصل أتباع بن غفير وستروك الضغط لتصعيد الأعمال العدائية، في محاولة للهيمنة على الأراضي الفلسطينية وفقًا للرؤية التي يروجون لها. وقد تتدخل الولايات المتحدة، بتوجيه من ترامب، لدعم تلك الأجندات من خلال تصعيد عسكري.

ولكن بدلاً من تبني فكرة الترانسفير للفلسطينيين، يقترح بعض النقاد رؤية بديلة، تتمثل في نقل المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية وشرقي القدس إلى الولايات المتحدة. وإذا تم إسكانهم في مناطق مثل أريزونا، يمكن أن تسهم هذه الخطوة في تقليل التوترات داخل إسرائيل، حيث ستفقد الدولة مجموعة سكانية تعزز التفكك الداخلي. كما أن الفلسطينيين سيكونون قادرين على البقاء في أراضيهم والمساهمة في عملية الإعمار، التي لطالما وعد بها ترامب.

وفي النهاية، ربما يهاجر السياسيون الإسرائيليون مثل نتنياهو إلى أماكن جديدة في الولايات المتحدة، في حين يتمكن الشرق الأوسط من استعادة بعض الهدوء النسبي. لكن هذا الحل، على الرغم من كونه مثيرًا للتفكير، يبقى بعيدًا عن الواقع.

المصدر: هآرتس 

إقرأ المزيد : 






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد