جلالة الملك .. أسد بني هاشم ورمز الثبات العربي

mainThumb

13-02-2025 09:28 PM

في زمنٍ تتلاطم فيه الأمواج السياسية وتتصاعد فيه التحديات الإقليمية، تبرز صورة القائد جلالة الملك عبد الله الثاني كرمزٍ للثبات والعزيمة في مواجهة المخططات والأفكار التي قد تهدد استقرار المنطقة، حيث جاءت زيارته التاريخية إلى واشنطن ولقاءه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتؤكد أنها لم تكن مجرد لقاء رسمي، بل كانت بمثابة رسالة واضحة إلى العالم بأن الأردن يقف بحزم في مواجهة أي محاولات للتلاعب بالمصالح الوطنية، خاصةً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
إن شجاعة الملك عبد الله الثاني في التحدث مع ترامب حول الأوضاع الراهنة، وبالأخص قضية غزة، تعد خطوة جريئة وغير مسبوقة بين القادة العرب، ففي لقاءٍ لم يشهده التاريخ من قبل، كان جلالة الملك أول زعيم عربي يناقش مع رئيس الولايات المتحدة الخطط والمقترحات التي قد تؤدي إلى تغيير جذري في معادلة القضية الفلسطينية والمنطقة بأسرها، ومن هنا، يتجلى في هذا اللقاء موقف الأردن الذي يؤكد أن حماية الشعب واستقراره فوق كل اعتبار، رافضًا أي حلول تأتي على حساب حقوقه أو حقوق الفلسطينيين.
ولعل أبرز ما يميز دبلوماسية الملك عبد الله الثاني هو رؤيته الواضحة لموقف عربي موحد ،حيث، شدد جلالته على أن القضية الفلسطينية ليست مسؤولية دولة واحدة كالأردن أو مصر، بل هي قضية مشتركة تستوجب وقوف جميع الدول العربية صفًا واحدًا بعيدًا عن أي مخططات تهجير أو تغيير للواقع بما لا يخدم الحقوق المشروعة. إن هذه الرؤية لم تأتِ من فراغ، بل كانت نتيجة لسنوات من التجارب والتضحيات التي قدمها الأردن على التراب الفلسطيني.
ومن بين الخطوات الإنسانية التي برزت خلال هذه الزيارة، نستشهد بتوجيهات جلالة الملك لاستقبال 2000 طفل فلسطيني مصاب بالسرطان للعلاج في المستشفيات الأردنية، وهذه المبادرة ليست مجرد عمل إنساني بحت، بل هي رسالة دبلوماسية راسخة تعكس رفض الأردن لأي حلول تمس الحقوق الفلسطينية، وتؤكد حرصه على تقديم الدعم الإنساني للمحتاجين في أوقات الشدة.
إن التاريخ سيسجل مواقف من وقف مع فلسطين ومن تآمر عليها، وسيظل الأردن مثالاً يحتذى به في تقديم المساعدات الحقيقية للشعب الفلسطيني في أحلك الظروف، لقد تمكن الأردن عبر تاريخه من تجاوز مختلف المؤامرات والمخططات التي استهدفته، وأثبت بجلاء قدرته على التغلب على التحديات الراهنة، مما جعله رمزًا للصمود والثبات في وجه كل من يحاول النيل من مصالحه ومصالح القضية العربية.
إن الموقف الأردني الثابت من القضية الفلسطينية لا يقبل المزايدة أو التنازلات، بل يظل دعامة أساسية في دعم نضال الشعب الفلسطيني العادل، وفي ظل هذا السياق، من الضروري أن نقف جميعًا خلف قيادتنا الرشيدة، داعمين الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة، ومتيقظين لأي محاولات لتشويه الحقائق عبر الإعلام المضلل ووسائل التواصل الاجتماعي التي تسعى لإثارة الفتن وتفكيك المواقف الوطنية الثابتة.
زيارة الملك إلى واشنطن لم تكن مجرد تظاهرة دبلوماسية، بل كانت تأكيدًا على أن الأردن لن يرضى أبداً بأن تُستخدم القضية الفلسطينية كورقة تفاوضية على حساب سيادته ومصالح شعبه، إنها دعوة للتكاتف في مواجهة أي مخططات تسعى إلى تقسيم أو تغيير المعادلة في الشرق الأوسط.
وسيبقى جلالة الملك عبد الله الثاني –أسد بني هاشم– مثالًا حيًا على القيادة الحكيمة والواقعية التي لا تتأثر بمؤامرات العدو ولا ترضى بأقل مما يستحق شعبها والقضية العربية، كما سيظل التاريخ يشهد على هذا الموقف البطولي، وعلى درب العدالة الذي يسلكه الأردن في سبيل حماية حقوق شعبه وشعب فلسطين الحبيب . 

إقرأ المزيد : 






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد