من هو الأردني

mainThumb

07-02-2025 09:05 PM

تشهد الساحة الأردنية في الآونة الأخيرة نقاشات واسعة حول تعريف "من هو الأردني"، وما إذا كان هناك تمييز بين الأردنيين قبل عام 1946 وبعده وما هو الفرق بين المواطنة والأردني "الأصيل" حسب ما يرويه البعض هذه النقاشات تأتي في ظل ظروف سياسية واجتماعية معقدة حيث تظهر تيارات تحاول تشويه العقد الاجتماعي الذي قامت عليه الدولة الأردنية خاصة بعد أحداث 7 أكتوبر وما تلاها من تحولات إقليمية وداخلية.

في هذا المقال سنحاول الإجابة على هذه التساؤلات من خلال استعراض النصوص القانونية والدستورية واستحضار أقوال القيادة الهاشمية وشخصيات وطنية بارزة مثل وصفي التل التي تؤكد على الوحدة الوطنية والانتماء
من هو الأردني حسب القانون والدستور؟
بحسب الدستور الأردني فإن الأردني هو كل من يحمل الجنسية الأردنية بموجب القانون المادة 6 من الدستور تنص على أن "الأردنيين أمام القانون سواء لا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات وإن اختلفوا في العرق أو اللغة أو الدين" هذا النص يؤكد على مبدأ المساواة بين جميع المواطنين بغض النظر عن أصولهم أو تاريخ حصولهم على الجنسية
أما بالنسبة للتمييز بين الأردنيين قبل عام 1946 وبعده، فإنه لا يوجد نص دستوري أو قانوني يفرق بينهما. عام 1946 هو عام استقلال المملكة الأردنية الهاشمية لكن الجنسية الأردنية كانت تُمنح قبل هذا التاريخ، خاصة في فترة الإمارة (1921-1946) القانون الأردني لا يميز بين من حصل على الجنسية قبل الاستقلال أو بعده بل يعتبر الجميع مواطنين أردنيين يتمتعون بنفس الحقوق والواجبات
وما الفرق بين المواطنة والأردني "الأصيل"؟
يشيع في بعض الأوساط الاجتماعية مصطلح "الأردني الأصيل" وهو مصطلح غير قانوني ولا يوجد في النصوص التشريعية هذا المصطلح يستخدم أحيانًا للتمييز بين من يعتبرون أنفسهم من العشائر أو العائلات التي سكنت المنطقة قبل تأسيس الإمارة وبين من حصلوا على الجنسية لاحقًا لكن من الناحية القانونية لا يوجد فرق بين المواطنين فالجنسية الأردنية هي رابطة قانونية وسياسية بين الفرد والدولة ولا تعتمد على الأصل العرقي أو التاريخي.
في هذا السياق نستذكر قول الزعيم الأردني وصفي التل: "الأردن وطن لكل من يعيش على أرضه ويخلص له ولا مكان للتمييز بين أبنائه" هذه الكلمات تعبر عن رؤية وطنية تؤكد على أن الانتماء الحقيقي للوطن لا يُقاس بالتاريخ أو النسب بل بالإخلاص والعمل من أجل الصالح العام وان الولاء والانتماء في مفهوم الدولة والمواطن هما ركيزتان أساسيتان في العلاقة بين المواطن والدولة الولاء يعني الالتزام بقوانين الدولة واحترام دستورها بينما الانتماء هو الشعور بالهوية المشتركة والارتباط العاطفي بالوطن الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، كان دائمًا يؤكد على أهمية الوحدة الوطنية حيث قال: "الأردن وطن للجميع ونحن شعب واحد لا نفرق بين أبنائه" هذا القول يعكس رؤية القيادة الهاشمية التي تسعى إلى تعزيز الانتماء الوطني فوق أي اعتبارات أخرى
أما الملك عبدالله الثاني فقد أكد في أكثر من مناسبة على أهمية الوحدة الوطنية قائلًا: "الأردن قوي بشعبه ووحدتنا هي سر بقائنا". هذه الكلمات تعبر عن رؤية ملكية تؤمن بأن قوة الأردن تكمن في تماسك أبنائه بغض النظر عن أصولهم أو خلفياتهم
ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني أيضًا يؤكد على هذه القيم، حيث قال: "شبابنا هم مستقبل هذا الوطن، وعلينا أن نعمل معًا لبناء غد أفضل" هذه الرسائل تعزز مفهوم الانتماء والولاء كأساس للعقد الاجتماعي بين الدولة والمواطن
وان محاولات تشويه العقد الاجتماعي في ظل التحديات السياسية والاجتماعية التي يواجهها الأردن تظهر بعض التيارات التي تحاول تشويه العقد الاجتماعي الذي يقوم على الوحدة الوطنية والمساواة بين المواطنين هذه التيارات تسعى إلى استغلال الاختلافات العرقية أو التاريخية لتحقيق أهداف سياسية، مما يهدد تماسك النسيج الاجتماعي الأردني
في هذا الصدد، نستذكر قول وصفي التل: "الوحدة الوطنية هي الدرع الذي يحمينا من كل محاولات التفرقة، وهي أساس تقدمنا واستقرارنا" هذه الكلمات تذكرنا بأن الوحدة هي السلاح الأقوى في مواجهة أي محاولات لتقسيم المجتمع أو زعزعة استقراره.
الأردني هو كل من يحمل الجنسية الأردنية بموجب القانون، دون تمييز بين أصوله أو تاريخ حصوله على الجنسية الدستور الأردني يؤكد على مبدأ المساواة بين جميع المواطنين، والقيادة الهاشمية تعمل دائمًا على تعزيز الوحدة الوطنية والانتماء في ظل التحديات التي تواجهها البلاد يجب أن نبقى متمسكين بقيمنا الوطنية، ونرفض أي محاولات لتقسيمنا أو تشويه عقدنا الاجتماعي
كما قال الملك الحسين بن طلال: "الأردن وطن للجميع ونحن شعب واحد لا نفرق بين أبنائه" وكما أكد وصفي التل: "الوطن هو كل من يعيش عليه بإخلاص والولاء له هو أساس بقائنا" هذه الكلمات تظل نبراسًا نهتدي به في مسيرتنا نحو المستقبل مؤكدين أن الأردن سيبقى وطنًا للجميع قويًا بشعبه موحدًا برسالته



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد