ديب سيك كلحظة جيوسياسية
لم تهدأ في وادي السيليكون وول ستريت وواشنطن ترددات الزلزال الذي أحدثه تطبيق «ديب سيك»، الصادر عن شركة صينية ناشئة غير معروفة. لا يقتصر الأمر على خسائر بلغت تريليون دولار، تكبدتها الأسواق المالية في غضون أيام قليلة من طرح التطبيق، ولا على حمى التنافس التكنولوجي بين أميركا والصين واقتراب الأخيرة من سد الفجوة مع الولايات المتحدة في معركة الذكاء الاصطناعي.
ما حدث ليس مجرد اختراق تكنولوجي، بل لحظة جيوسياسية حاسمة تعكس سعي الصين إلى تحقيق السيادة التكنولوجية بعيداً عن الهيمنة الغربية. فليست هذه التكنولوجيا بالنسبة إلى بكين مجرد صناعة، بل أداة حاسمة في تعزيز الأمن القومي والقدرة على منافسة النفوذ الأميركي في المجال الرقمي.
لسنوات طويلة، حافظت الولايات المتحدة على الصدارة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث كانت شركات مثل «أوبن إيه آي»، و«غوغل ديب مايند» و«ميتا» هي التي تحدد المعايير العالمية في هذا المجال، لتجد الآن أن تفوُّقها بات مهدداً.
فالرسالة التي بعثها التطبيق الصيني المنافس لمنتجات الذكاء الاصطناعي الرائدة في وادي السيليكون، والمطور بتكلفة أقل بكثير، تفيد بأن الصين لم تعد مجرد تابع في سباق الذكاء الاصطناعي، بل أصبحت منافساً قادراً على الابتكار وكسر القواعد التقليدية، وهو ما دفع الشركات الأميركية لإعادة النظر في استراتيجياتها واستثماراتها للحفاظ على تفوقها.
في هذا السياق أقر سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ«أوبن إيه آي»، بأن الشركة ربما أخطأت في تبنيها لنموذج احتكاري يخفي تفاصيل الكود المتعلق بتطبيق «تشات جي بي تي» لحماية الشركة من المنافسة وبسبب الخوف على أمن المعلومات. وسبب المراجعة هذه أن تطبيق «ديب سيك»، المفتوح المصدر، قادر نظرياً على جذب المطورين بعيداً عن البدائل المدفوعة أو البدائل الأعلى كلفة.
بيد أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة تكنولوجية، بل سلاح استراتيجي متعدد الاستخدامات قادر على أن يغير قواعد اللعبة في الاستخبارات، والحروب السيبرانية، والتكنولوجيا العسكرية، واتخاذ القرارات القتالية بشأن الأسلحة التقليدية وغير التقليدية. وتتداخل في سياقات تطويره عمليات أمنية معقدة كالتي يتم التحقق منها الآن بعد طرح التطبيق الصيني. فهل استخدمت الصين التكنولوجيا الأميركية من دون إذن وهل دربت منتجها على بيانات مسروقة من النماذج الأميركية الشبيهة؟ وإن كانت الإجابة نعم، فهل وجّهت الصين صفعة لاستراتيجيات العقوبات الأميركية والقيود على أشباه الموصلات المصممة لكبح تقدم الصين في الذكاء الاصطناعي؟
كل ذلك جائز، علماً بأن الشركة المطورة لـ«ديب سيك» حصلت على 10.000 وحدة معالجة من «إنفيديا» قبل الحظر، الذي بدأته الولايات المتحدة عام 2022، لإبطاء تطور الذكاء الاصطناعي في الصين، ومن المرجح أنها وجدت طرقاً التفافية أخرى عززت موقفها مثل شراء الرقائق من السوق السوداء، أو تجنيد علماء في دول حليفة لأميركا.
في كل الأحوال تقر واشنطن بأن سباق الذكاء الاصطناعي لم يعد متعلقاً فقط بالحصول على أفضل الرقائق، بل حول كيفية استخدامها بفاعلية أكبر، وطريقة توظيفها، وأن تظل المعايير العالمية للذكاء الاصطناعي تحت سيطرة الولايات المتحدة. وهنا يبرز الهاجس الأميركي الأكبر بشأن خيارات الصين الاستراتيجية وما إذا قررت مثلاً استثمار قدراتها العقلية والمالية لتحسين كفاءتها في مجالات الذكاء الاصطناعي العسكري، وتعزيز جاذبيتها لاستقطاب الحلفاء لا الزبائن فقط، على نحو يعيد تشكيل التحالفات والمنافسات العالمية.
حتى الآن حظرت إيطاليا تطبيق «ديب سيك» بسبب مخاوف تتعلق بخصوصية البيانات، ومثلها فعلت ولايات أو جهات أميركية لدواعٍ أمنية وأخلاقية، بينما فتحت آيرلندا وبلجيكا تحقيقات مماثلة، مما يشير إلى احتمال توسع الرقابة الغربية في هذا المجال.
وبالتالي يعكس «ديب سيك» تسارع الانقسام الرقمي العالمي بين معسكر تقوده الولايات المتحدة وآخر تسعى الصين إلى ترسيخه بالتعاون مع دول مثل روسيا وإيران وبعض الدول الناشئة. ولا شيء يمنع من أن يصبح هذا النموذج جزءاً من منظومة ذكاء اصطناعي بديلة تستفيد منها دول تخضع للعقوبات الغربية أو تسعى إلى تجنب الاعتماد على نماذج الذكاء الاصطناعي الأميركية، ما يفتح الباب أمام إعادة رسم خريطة التحالفات الاقتصادية والتكنولوجية.
إلى ذلك، أطلق التطبيق الصيني جرس الإنذار بخصوص القيمة السوقية للشركات الأميركية التي بنت اقتصاد الذكاء الاصطناعي على قاعدة الاستثمارات الضخمة والبنى التحتية المعقدة. فظهور نموذج «ديب سيك» بكلفته المنخفضة يفتح الباب على تقويض قيمة الشركات الكبرى، والتشكيك في مدى استدامة النهج الأميركي العالي التكلفة.
تاريخياً شهد العديد من الصناعات تحولات كبرى مماثلة اقترنت بظهور بدائل أرخص ومساوية في الكفاءة مما أدى إلى إعادة تشكل الأسواق وإضعاف الشركات التقليدية. حصل ذلك في قطاعات السيارات والاتصالات والبرمجيات وأجبر عمالقة هذه القطاعات على إعادة هيكلة نماذج أعمالها، وحكم على بعضها بالخروج من السوق تماماً.
ما حققه «ديب سيك» ليس مجرد نجاح لشركة ناشئة، بل هو إنذار استراتيجي للولايات المتحدة، بشأن تقدم الصين السريع في مجال الذكاء الاصطناعي، كما بشأن عدم كفاية سياسات الاحتواء الأميركية مع تحول الذكاء الاصطناعي إلى الساحة الرئيسية للتنافس الجيوسياسي. إنها خطوة نحو إعادة تشكيل المشهد العالمي للذكاء الاصطناعي، من خلال كسر احتكار الغرب لهذه التقنية وفرض نموذج جديد للسيادة الرقمية.
طبيب:تعدد الزوجات ضروري والديك يمارس مع أكثر من دجاجة .. فيديو
أول حذاء ذكي بتقنيات الذكاء الاصطناعي
9 فوائد مذهلة لممارسة التأمل يومياً
عشاق الرعب يترقبون فيلم The Monkey
منذر رياحنة يجسد شخصية يوسف بن تاشفين
مهم للطلبة المرشحين للمنح والقروض .. روابط
استقبل وزير خارجية اليونان .. الملك يحذر من التصعيد في الضفة الغربية
قائد جيش الاحتلال الجديد:6 آلاف جندي إسرائيلي قتيل في غزة
أول ظهور لزوجة الرئيس السوري أحمد الشرع .. صور
517 مركبة استفادت من إعادة تفعيل قرار الشطب
يلتقي الملك .. الرئيس الألماني يصل الأردن
ترمب يعلن إنشاء صندوق ثروة سيادي قد يستحوذ على تيك توك
وزير داخلية سوريا في نظام الأسد اللواء محمد الشعار يسلم نفسه
أول إماراتية تفوز بلقب ملكة جمال الكوكب .. صور
أراضٍ بالأقساط للموظفين والمتقاعدين والجيش والأمن في الأردن .. رابط
إحالة الشبيلات للتقاعد .. قرارات مجلس الوزراء
إلزام وضع سارية علم أمام كل مبنى أو منزل يرخص جديدا .. تفاصيل
حبس فنانة مصرية بتهمة الفسق والفجور .. من هي
الحالة الجوية المتوقعة للأيام الثلاثة القادمة
35 ديناراً سعر تذكرة الطائرة للعقبة و85 للقاهرة
غليان في اليرموك بعد تخفيض نسبة الموازي ودعوات الاحتجاجات تتصاعد
إيعاز من مدير الأمن العام بشأن النزلاء الناجحين بالتوجيهي
أمانة عمان تكلف مكاتب محاماة بتحصيل ضرائب المسقفات
منها إحالات للتقاعد .. عقوبات ضد مديريات في وزارة الزراعة