تونس تواجه أزمة غاز منزلي حادة رغم الإمدادات الجزائرية

mainThumb
تعبئة أسطوانات الغاز في ميناء رادس التونسي

03-02-2025 03:00 PM

السوسنة - لا تزال أزمة نقص أسطوانات الغاز المنزلي تعصف بعدة مناطق تونسية، رغم وصول إمدادات جزائرية حديثة، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع مع توقعات بموجة برد جديدة خلال الأسبوع الجاري.
تفاصيل الأزمة وتداعيات الطقس القاسي
في يناير/كانون الثاني الماضي، استوردت تونس أكثر من 22 ألف طن من الغاز من الجزائر لمواجهة الطلب المتصاعد بسبب موجة البرد الشديدة التي شهدتها البلاد، والتي وصلت درجات الحرارة خلالها إلى الصفر في مناطق مثل القصرين وطبرقة. ورغم وصول ثلاث بواخر محملة بالغاز الجزائري مؤخرًا، لا تزال طوابير الانتظار أمام مراكز التوزيع تُوثَّق على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما يبحث المواطنون عن أماكن بيع الأسطوانات.
أسباب استمرار الأزمة: أعطال فنية وارتفاع الطلب
أوضح محمد المنيف، رئيس غرفة مزودي أسطوانات الغاز بالاتحاد التونسي للصناعة، أن الأزمة تتفاوت حدتها بين المناطق، مشيرًا إلى أن مناطق مثل سوسة ونابل وتونس الكبرى تشهد وضعًا "صعبًا" بسبب تعطل أحد مراكز التعبئة الرئيسية في ميناء رادس، الذي كان يُنتج 35 ألف أسطوانة يوميًا. وأضاف: "الطلب الحالي يتراوح بين 180 إلى 200 ألف أسطوانة يوميًا، ونقص 35 ألفًا يؤثر بشكل كبير".
من جهته، أكد خالد بالتين، المدير العام للشركة الوطنية لتوزيع البترول، وصول ثلاث بواخر إضافية هذا الأسبوع إلى الموانئ التونسية، في محاولة لتعويض النقص.
منظمات المستهلكين: معاناة المواطنين تتصاعد
وصفت ثريا التباسي، نائبة رئيس المنظمة التونسية للدفاع عن المستهلك، الأزمة بأنها "اشتدت بسبب الأعطال الفنية في محطتي رادس وبنزرت، وارتفاع الاستهلاك خلال موجة البرد". وأضافت: "مكاتبنا رصدت معاناة المواطنين في البحث عن الأسطوانات، خاصة مع انخفاض درجات الحرارة".
بدوره، أشار لطفي الرياحي، رئيس منظمة إرشاد المستهلك، إلى أن "غياب المخزون الاستراتيجي زاد من حدّة الأزمة"، معربًا عن تفاؤله بحلول تدريجية مع وصول البواخر الجديدة، لكنه حذر من استمرار التحديات بسبب الطلب المرتفع.
توقعات: الأزمة قد تمتد أسابيع
رغم الجهود الرامية لتعزيز الإمدادات، يُتوقع أن تستمر الأزمة لأسابيع، خاصة مع تزامنها مع موجة برد جديدة متوقعة. وتظل الحلول المؤقتة، مثل توزيع الأسطوانات تحت حراسة أمنية في بعض المناطق، غير كافية لاستيعاب الطلب المتزايد، ما يضع الحكومة أمام اختبار صعب في تأمين احتياجات المواطنين الأساسية خلال فصل الشتاء .






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد