زيارة الشرع إلى تركيا وتداعياتها على المنطقة .. تحليل

mainThumb
الشرع (يمين) ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال لقائهما في دمشق في 24 ديسمبر الماضي (الفرنسية)

03-02-2025 02:51 PM

السوسنة - كتب محرر الشؤون الاقليمية - يزور الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، العاصمة التركية أنقرة يوم الثلاثاء، في ثاني زيارة دولية له منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر الماضي، وفقًا لبيان رسمي من الرئاسة التركية.

وأكد فخر الدين ألتون، رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، عبر منصة "إكس"، أن الزيارة تأتي "بناء على دعوة من الرئيس رجب طيب أردوغان"، وستناقش الخطوات المشتركة لتحقيق "التعافي الاقتصادي والأمن المستدام" في سوريا.
التقارب التركي-السوري وتداعياته الإقليمية
تأتي الزيارة في إطار مساعي أنقرة لتوطيد علاقاتها مع الحكومة الانتقالية السورية، حيث أعادت تركيا فتح بعثتها الدبلوماسية في دمشق مؤخرًا، وأجرت مباحثات مكثفة مع الشرع عبر مسؤولين رفيعي المستوى، بينهم رئيس المخابرات ووزير الخارجية. وأشار ألتون إلى أن العلاقات الثنائية "ستكتسب بعدًا جديدًا" بعد استعادة سوريا حريتها، في إشارة إلى نهاية حكم الأسد.
من جهتها، تُعرب إسرائيل عن قلق متزايد إزاء التمدد التركي في سوريا، خاصة مع توقيع أنقرة اتفاقيات اقتصادية وعسكرية مع دول خليجية، أبرزها صفقة بيع 100 طائرة تركية من طراز "قآن" للسعودية بقيمة مليارات الدولارات.

وحذر خبراء إسرائيليون، مثل د. حاي إيتان ينروجيك من جامعة تل أبيب، من أن تركيا تسعى لملء الفراغ الناشئ بعد انحسار النفوذ الإيراني والروسي، عبر مشاريع بنية تحتية طموحة تشمل إعادة إحياء خط سكة حديد الحجاز وبناء مطارات وموانئ سورية بتمويل تركي.
المخاوف الإسرائيلية: محور سني جديد وتنافس على الطاقة
تخشى إسرائيل من تشكيل محور إقليمي بقيادة تركيا، يُحيي التطلعات العثمانية، ويوحد دولًا مثل سوريا ولبنان وليبيا تحت مظلته، مما قد يُضعف التحالفات الإسرائيلية مع اليونان وقبرص. وتفاقم هذه المخاوفَ الاتفاقُ التركي-السعودي، الذي يُنظر إليه كخطوة لتقليص الاعتماد على الغرب وتعزيز النفوذ التركي في المنطقة.
وفي سياق متصل، يتصاعد التنافس التركي-الإسرائيلي على موارد الطاقة في شرق المتوسط، حيث تعمل إسرائيل على تعزيز تحالفاتها مع اليونان وقبرص لتسويق الغاز الطبيعي لأوروبا، بينما تسعى تركيا، عبر اتفاقيات مع ليبيا وسوريا، لتوسيع مناطقها الاقتصادية البحرية. ووصف وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين التعاون مع اليونان بأنه "يعزز مكانة إسرائيل كقوة طاقة إقليمية"، في حين تعتبر أنقرة هذه الخطوات "استفزازًا" لمصالحها.
تحذيرات من "أردوغانستان" وتداعياتها
في تحليل لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، حذر العميد احتياط عميت ياغور من أن تركيا تنشئ نظامًا إقليميًا جديدًا تحت مسمى "أردوغانستان"، يستند إلى إيديولوجية الإسلام السياسي، ويُهدد المصالح الإسرائيلية. وأشار إلى أن أنقرة تسارع لملء الفراغ في سوريا عبر مشاريع استراتيجية، مثل ترسيم الحدود البحرية وبناء البنى التحتية، مما قد يُقلص النفوذ الإسرائيلي في المتوسط.
تُركّز أنقرة حاليًا على تعزيز وجودها العسكري والدبلوماسي في سوريا، بينما تُحذّر إسرائيل من أن أي تقدم تركي في المنطقة قد يُعيد تشكيل التحالفات الإقليمية، ويُعقّد جهود احتواء النزاعات. وفي ظل هذه التطورات، تظل العلاقات التركية-الإسرائيلية على حافة المواجهة، مع تصاعد التنافس على الهيمنة في شرق المتوسط.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد