صحيفة السوسنة الأردنية

عمان - السوسنة – محرر الشؤون الفلسطينية - في بيان رسمي أعلن الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أبو عبيدة، مساء الخميس عن استشهاد القائد العام للكتائب، الشهيد البطل محمد الضيف، بعد عقود من الملاحقة والاستهداف من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
ويعد الشهيد البطل محمد الضيف "العدو رقم 1" لإسرائيل منذ عام 2014، حيث كان العقل المدبر والمهندس للهجوم المباغت الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، والذي أطلق عليه اسم "عملية طوفان الأقصى".
وُلد الشهيد البطل محمد الضيف، واسمه الكامل محمد دياب إبراهيم المصري (أبو خالد)، في غزة عام 1965، لأسرة فلسطينية لاجئة هُجرت من قرية كوكبا شمال شرق غزة إثر نكبة 1948. نشأ في مخيم خان يونس للاجئين، وعاش حياة مليئة بالتحديات، حيث عمل في مهن متعددة لمساعدة أسرته الفقيرة، قبل أن ينخرط في النشاط الإسلامي ويصبح أحد أبرز قادة المقاومة الفلسطينية.
حصل الشهيد البطل محمد الضيف على درجة البكالوريوس في علم الأحياء من الجامعة الإسلامية بغزة عام 1988، وكان معروفًا بحبه للفن والمسرح، حيث شارك في فرقة مسرحية تدعى "العائدون". ومع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، انضم إلى حركة حماس، وبدأ مسيرته النضالية التي قادته لاحقًا إلى قيادة كتائب عز الدين القسام.
عُرف الشهيد البطل محمد الضيف بحرصه الشديد على السرية والتخفي، مما جعله هدفًا صعب المنال لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. وقد نجا من عدة محاولات اغتيال، أبرزها في عام 2002، حيث فقد إحدى عينيه وأصيب بإعاقات جسدية أخرى. كما تعرضت عائلته لخسائر فادحة في إحدى الغارات الإسرائيلية عام 2014، حيث استشهدت زوجته واثنان من أطفاله.

كان الشهيد البطل محمد الضيف مهندسًا للعديد من العمليات العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك الهجمات الاستشهادية خلال التسعينيات، والتي نقلت كتائب القسام من مجموعات هاوية إلى قوة عسكرية منظمة. وقد لعب دورًا محوريًا في تطوير القدرات العسكرية للقسام، مستفيدًا من خبرته التي اكتسبها على يد الشهيد يحيى عياش، "المهندس" الشهير.

في 13 يوليو 2024، أعلن الجيش الإسرائيلي اغتيال الشهيد البطل محمد الضيف في غارة استهدفت خان يونس بجنوب قطاع غزة. وبعد ستة أشهر، أكدت كتائب القسام استشهاده رسميًا، منهية بذلك مسيرة نضالية طويلة جعلته رمزًا للمقاومة الفلسطينية وأحد أبرز المطلوبين لإسرائيل على مدى ثلاثة عقود.

رحل الشهيد البطل محمد الضيف، لكن إرثه النضالي سيبقى خالدًا في ذاكرة الشعب الفلسطيني، الذي يواصل مسيرته نحو الحرية والاستقلال.