سوريا تطالب بانسحاب قوات الكيان الصهيوني من الجنوب فوراً

mainThumb
وزيرا الخارجية والدفاع يلتقيان بقوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك

29-01-2025 05:12 PM

دمشق – السوسنة - في خطوة جديدة تعكس تصاعد التوترات في المنطقة، طالبت سوريا اليوم الأربعاء قوات الاحتلال الإسرائيلية بالانسحاب الفوري من الأراضي التي توغلت إليها في جنوب البلاد.
جاء ذلك خلال استقبال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة لوكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، جان بيار لاكروا، الذي بدأ زيارة إلى الشرق الأوسط يوم السبت الماضي.

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أن اللقاء شهد تأكيداً على استعداد سوريا للتعاون الكامل مع الأمم المتحدة وتغطية مواقعها على الحدود الجنوبية، وفقاً لتفويض عام 1974، بشرط انسحاب القوات الإسرائيلية بشكل فوري.

التوترات في المنطقة العازلة

تجدر الإشارة إلى أن قوات النظام السوري كانت قد انسحبت بشكل غير منظم من مواقعها في جنوب البلاد قبل وصول الفصائل المسلحة إلى دمشق، مما أدى إلى فرار الرئيس بشار الأسد في الثامن من ديسمبر. وبعد ساعات من سقوط الأسد، أعلنت إسرائيل عن تقدم قواتها إلى المنطقة العازلة التي تنتشر فيها قوات الأمم المتحدة، وذلك بموجب اتفاق فض الاشتباك الذي تم التوصل إليه بعد حرب عام 1973.

تقع هذه المنطقة العازلة في الجولان، على أطراف الجزء الذي احتلته إسرائيل من الهضبة السورية عام 1967، والذي أعلنت ضمه في عام 1981، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي باستثناء الولايات المتحدة. وفي هذا السياق، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن الجيش الإسرائيلي سيظل متمركزاً في قمة جبل الشيخ وفي المنطقة العازلة "لفترة غير محددة"، مشدداً على عدم السماح للقوات المعادية بالتمركز في تلك المنطقة.

الأمم المتحدة تدين الانتهاكات الإسرائيلية

اعتبرت الأمم المتحدة أن سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي على المنطقة العازلة تشكل "انتهاكاً" لاتفاق فض الاشتباك. وفي هذا الإطار، ندد قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع بتوغلات القوات الإسرائيلية، مشيراً إلى أن الوضع الراهن "لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة". وأكد الشرع أن "الإسرائيليين تجاوزوا خطوط الاشتباك في سوريا بشكل واضح مما يهدد بتصعيد غير مبرر في المنطقة".

مباحثات مع الاتحاد الأوروبي

في سياق متصل، شهدت العاصمة السورية يوم الأربعاء مباحثات بين الإدارة الجديدة والاتحاد الأوروبي، بهدف تعزيز العلاقات بين الجانبين ورفع العقوبات المفروضة على دمشق. ووفقاً لوكالة "سانا"، التقى وزير المالية محمد أبازيد وفد بعثة الاتحاد الأوروبي برئاسة القائم بأعمال البعثة ميخائيل أونماخت والدبلوماسية الفرنسية هيلين لو كال.

تم خلال الاجتماع بحث سبل تحسين العلاقات بين سوريا والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى ضرورة رفع كامل العقوبات التي فرضت على سوريا في عهد النظام السابق. وفي هذا السياق، أعلنت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس عن اتفاق وزراء خارجية الاتحاد على خارطة طريق لتخفيف العقوبات على سوريا.

وأضافت كالاس في منشور عبر حسابها على منصة "إكس": "نهدف إلى التحرك بسرعة. وإذا اتخذت إدارة دمشق خطوات خاطئة، فيمكننا التراجع عن رفع العقوبات".

تتجه الأنظار إلى التطورات المقبلة في العلاقات السورية الإسرائيلية، وكذلك إلى كيفية استجابة المجتمع الدولي لمطالب سوريا بشأن الانسحاب الإسرائيلي. كما تبرز أهمية المباحثات مع الاتحاد الأوروبي في تحديد مستقبل العلاقات بين دمشق وبروكسل، في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها البلاد






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد