مصير أهالى غزة بين الرفض والهلاك

mainThumb

28-01-2025 05:27 PM

في مشهد يتجدد كل يوم من حياة أهالي قطاع غزة، نجد أنفسنا نتساءل عن المصير الذي ينتظرهم إذا كانت مصر والأردن سترفضان استقبالهم كلاجئين. في ظل السياسات الإسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة، يبدو أن الخيارات محدودة ومظلمة.

الصهاينة، بمساعدة أمريكا، ينظرون إلى غزة كمسألة أمنية وسياسية. الهدف هو تخفيف الضغوط على إسرائيل عن طريق تفريغ المنطقة من سكانها أو تقليل عددهم. إذا رفضت مصر والأردن دخولهم، فإن المصير الذي ينتظر أهالي غزة في نظر هؤلاء هو الهلاك البطيء أو السريع، سواء من خلال الحصار المستمر، أو الهجمات العسكرية، أو الفقر المتزايد.

الحقيقة المؤلمة هي أن القانون الدولي، الذي يفترض أن يحمي حقوق اللاجئين ويضمن السلام، يتم تجاهله بشكل متكرر عندما يتعلق الأمر بفلسطين. ترامب، مع دعمه لإسرائيل، قدم رؤية لمستقبل الشرق الأوسط تتناسب مع أهداف إسرائيل، وهو تسليم غزة بدون سكانها أو بسكان قليلين. ولكن هل للأمم المتحدة والمجتمع الدولي بأسره القدرة أو الرغبة في تطبيق القوانين والقرارات التي تحمي الفلسطينيين؟

هنا يتساءل المرء: هل القادة العرب يمضون في طريق السلام أم أنهم نائمون؟ إن القيادة العربية تواجه تحدياً هائلاً في مواجهة الأزمة الفلسطينية. من جهة، هناك ضغط دولي واقتصادي للتطبيع مع إسرائيل، ومن جهة أخرى، يوجد التزام تاريخي وأخلاقي لدعم الفلسطينيين. رفض مصر والأردن لاستقبال اللاجئين من غزة يمكن أن يعزز من الانطباع بأن القادة العرب لا يملكون استراتيجية واضحة لمواجهة هذه الأزمة، أو أنهم متوترون بين الدعم للشعب الفلسطيني وبين حماية مصالحهم السياسية والأمنية.

إذا تم رفض اللاجئين، فسينالقهم مصير هلاكي. الحصار يستمر، الفقر يتفاقم، والعدوان العسكري لا ينتهي. هذا المصير يرتبط بما يبدو عدم اهتمام القوى الغربية بالتحكيم الدولي أو بحقوق الإنسان عندما تتعلق بالفلسطينيين. القادة الأمريكان يبدون أكثر اهتمامًا بتعزيز مكانة إسرائيل في المنطقة بدلاً من إيجاد حلول عادلة للأزمة.

مصير أهالي غزة إذا رفضوا كلاجئين يبدو محكومًا بالهلاك، إلا إذا كان هناك تحول جذري في سياسات الدول العربية نحو دعم أكثر قوة للفلسطينيين، وبالتالي تحدي الأجندة الإسرائيلية الأمريكية. العرب ليسوا نائمين، لكن السؤال الحقيقي هو ما هي النوايا الحقيقية وراء السياسات الحالية وما هي الخطوات التي ستتخذ لمواجهة هذا الهلاك المحتمل.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد