تصريحات ترمب:انتهاك للحقوق الفلسطينية وتهديد للسلام الدولي

mainThumb
الدمار في غزة جراء القصف الإسرائيلي

26-01-2025 11:19 AM

تتزايد حدة العدوان الإسرائيلي في الضفة الغربية، حيث تتوالى الانتهاكات والجرائم بحق الفلسطينيين، خاصة في مخيم جنين الذي أصبح بؤرة للاحتجاجات والمقاومة. إن ما يحدث في هذا المخيم، من عمليات اقتحام واعتقالات وقتل، لا يمثل فقط اعتداءً على حقوق الإنسان، بل يشكل خطرًا كبيرًا على استقرار المنطقة بأسرها.

في خضم هذه الأوضاع المتوترة، جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب حول نقل الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة، بما في ذلك الأردن ومصر، لتزيد من تعقيد المشهد. هذه التصريحات تعكس رؤية ضيقة وغير مسؤولة تجاه القضية الفلسطينية، وتتناقض بشكل صارخ مع ميثاق الأمم المتحدة وقراراتها، فضلاً عن مبادئ عملية السلام. إن ما يطلبه ترمب يعد بمثابة ضربة قوية للقانون الدولي، حيث يسعى إلى فرض واقع جديد على الأرض من خلال نقل الفلسطينيين، وكأنهم مجرد أرقام يمكن نقلها من مكان إلى آخر.
هذه التصريحات غير المسؤولة قد تشجع الكيان الصهيوني الغاصب على افشال اتفاق وقف اطلاق النار واستئناف الحرب بغية تحقيق تهجير الفلسطينيين من القطاع.
إن الحق الطبيعي للفلسطينيين في أرضهم ووطنهم لا يمكن التنازل عنه أو تجاهله. فالفلسطينيون ليسوا لاجئين في وطنهم، بل هم أصحاب حق تاريخي في الأرض التي يعيشون عليها. أي محاولة لنقلهم إلى دول أخرى هي بمثابة إنكار لوجودهم وحقوقهم، وهو ما يتعارض مع القيم الإنسانية الأساسية.

في الوقت الذي تتصاعد فيه الاعتداءات الإسرائيلية، يجب أن يتداعى المجتمع الدولي لإعادة إعمار ما دمره العدوان الوحشي، الذي حظي بدعم أمريكي غير مشروط. يجب أن نعمل على تضميد جراح الأطفال والنساء والشيوخ الذين لم يسلموا من آلة القتل المدعومة من واشنطن. إن تقديم مجرمي الحرب من الكيان الصهيوني إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمتهم على جرائم الإبادة التي ارتكبوها في غزة هو الخطوة الصحيحة التي يجب أن يتخذها المجتمع الدولي، بدلاً من مكافأتهم على هذه الجرائم.

ويؤكد الأردن موقفه الثابت في رفض أي عملية تهجير لسكان الضفة الغربية أو قطاع غزة. إن أي محاولة من هذا القبيل ستعتبر بمثابة إعلان حرب، وهو ما لن يسمح به الأردن. إن سياسة الاستحواذ والاستيلاء على أراضي الغير، سواء في فلسطين أو بنما او غيرنلاند او كندا، تعكس أحلامًا "ترامبية" واهية تسعى إلى تدمير الأمن والسلم العالميين.

إن فرض سياسة الأقوى لن يؤدي إلا إلى خلق حالة من الرعب العالمي من مخاطر نزاعات قد ترقى إلى حرب عالمية طاحنة. نحن في الأردن نؤكد على دعم حق الشعب الفلسطيني في أرضه وترابه الوطني حتى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. لن يتغير هذا الموقف ولن يتبدل، فالسلام الحقيقي لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الاعتراف بحقوق الفلسطينيين وحقهم في تقرير مصيرهم.

إن الوقت قد حان لتوحيد الجهود الدولية من أجل تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، وللوقوف في وجه العدوان الإسرائيلي الذي يهدد الأمن والاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد