هدنة نتنياهو تخفي فخّه

mainThumb

25-01-2025 06:24 PM

ما ان تفاجأ الكثير بهدنة نتنياهو في جنوب لبنان حتى تبينت آثارها التي تبدّت بسقوط نظام الاسد ، بعد تقليم أظافر حزب الله الذي توالت عليه ضربات عزم نتنياهو على تحطيمه ، تلك العزيمة التي كانت تمنع المراقبين من توقع سيناريو الهدنة ، وان فعلوا فإنه لن يكون بهذه الطريقة سيما مع تقدّم اسرائيل بتسجيل أهداف قاتلة في مرماه ، قارنة ذلك بقلب الداخل اللبناني على حزب الله الذي تبادل قذف كرة الخلاص منه مع اسرائيل حين بدا لكل من هذين الطرفين درجة وُحوْلة هذا المستنقع .
لم تكن مفاجأة نتنياهو قبول الهدنة بفعل ضغط معين ـ وإن اعتقد البعض ذلك ـ لقد وجد نتنياهو في فكرة الهدنة محاسن لم يراها في الحرب ؛ قرر بعد أن غازلته أفكار إعفاء كاهله من متاعب مواصلة الحرب ، وفي مقابل تحقيق مكاسب اخرى من نوع اكثر مرونة وأجدى فاعلية .
لقد وجد نتنياهو في هدنته هذه ـ علاوة على تجنب كلف الحرب ومغامرات المخاطرة التي لم تعد كبيرة فيها ـ حصارا لعقدة تسلل أعداءه ، وستار بناء جبهات خصومه ؛ ألا وهو نظام الأسد الذي تولى نتنياهو ضربه مباشرة هذه المرة لكن بطريقة مغايرة وغير تقليدية ؛ شكلت وكالة لجنة دولية تراقب حركة حزب الله وتمنع امداده بكل ما يضمن استمراره عذرا معفيا لنتنياهو من الخوض في متاعب مخاض المجابهة ، نذكر أن اثنين من مسؤولي اسرائيل قد أقروا بإسقاط اسرائيل لنظام الاسد .
ضمن نتنياهو بعد ذلك بقاء تمركزه في المناطق التي اجتاحها الجيش الاسرائيلي معولا على ضعف الجيش اللبناني الذي يتحتم عليه ـ وفقا للاتفاق ـ الانتشار في مناطق كانت تسيطر عليها قوات حزب الله ، وهو ما وصلت إليه الحال مع اقتراب انتهاء الهدنة وتصريحات اسرائيل الاخيرة التي راهنت من بين من راهنت عليه على نقل الخلاف بين الجيش اللبناني وحزب الله او حزب الله والدولة اللبنانية الضعيفة ؛ التي تضمن عدم وجود قوة كافية لتهديد اسرائيل وحفظ دورها المسيطر على توالي الأحداث
لقد فعل نتنياهو ذات الشيء في هدنة غزة التي اخفت ما وراءها بطريقة توضح لنا ان اتفاقا بينه وبين ترامب يبني عليه نتنياهو رؤيته في ادارة المشهد الذي عجز بن غفير عن التقاطه في حين كان سموتريتش اكثر رويّة منه ؛ مستشعرا أنّ في الأمر حيلة ؛ تلك الحيلة التي بدت ملامحها بعد عملية جنين واحداث الضفة التي اراد فيها نتنياهو بالتنسيق مع ترامب لا بضغط منه او من بايدن ـ كما يروق للبعض ـ التفرغ لشأن غير شأن غزة .

إقرأ المزيد : 

 






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد