غزة تنتصر

mainThumb

23-01-2025 05:50 PM

في بقعة صغيرة من الأرض، تكاد تخلو من كل مقومات الحياة إلا الإيمان والإرادة، تقف غزة شامخة أمام العالم أجمع، لتقدم ملحمة الصمود في وجه عصابة الاحتلال المجرمة وداعميها. هذه العصابة، التي لا تختلف عن أي عصابة مارقة إلا بخصوصية واحدة: دعمها من قبل دول عظمى كمشروع استعماري وضيع. عصابة تُغدق عليها الأموال أكثر من أي عصابة عرفها التاريخ، وتُمد بأعتى أنواع الأسلحة الفتاكة التي تعجز دول عن امتلاكها، تُقدَّم لها كما تُقدَّم الحلوى في العيد. وإلى جانب ذلك، تُسخر لخدمتها وسائل إعلام ضخمة و"مرموقة"، تابعة لنفس الدول التي تدّعي رعاية الحرية والعدالة، لكنها تواجه رغم كل هذا الدعم، شعبًا يأبى الانكسار ويصر على انتزاع حقه مهما كان الثمن."لقد حاولت عصابة الاحتلال في حربها الأخيرة على غزة فرض معادلة جديدة بالقوة، واضعة أهدافًا واضحة وصريحة هي القضاء على المقاومة الفلسطينية، استعادة الأسرى بالقوة، وتهجير سكان غزة نحو المجهول. ولكن ما حدث كان نقيضًا لهذه المخططات. غزة، التي اعتقدوا أنها ستُركع، نهضت كطوفان اجتاح أحلام عصابة الاحتلال، وبددت وهم القوة التي لا تُقهر، وأثبتت أن الأرض المباركة لا تخضع للغزاة.
وإن الخسائر التي تكبدتها عصابة الاحتلال تجاوزت كل التوقعات. فعسكريًا، فشلت منظومة الردع التي تباهت بها لعقود. والقبة الحديدية، التي طالما قدمت كرمز لتفوقهم التكنولوجي، عجزت عن التصدي لصواريخ المقاومة التي انطلقت من تحت الحصار لتصل إلى عمق المدن المحتلة، تاركةً خلفها مشهدًا من الفوضى والرعب. وميدانيا شاهدنا المقاتل الفلسطيني يتجه حافي القدمينن متبخترا الى دبابة الميركافا التي طالما سوقت لنا كجبل صخري ليهديها عبوة الشواظ ويعود الى رفاقة مكبرا مهلالا بعد اخراجها عن الخدمة واخراج طاقمها الى جهنم وبئس المصير ، ورأينا كيف كان رامي الياسين 105 يقتنص ناقلة النمر كما يقنص |أطفال غزة العصافير في مواسم الصيد رأينا " الجيش الذي لا يقهر " تحتفل قوات التخبة لدية لهروبها من غزة ورأينا احد اهم الوية النخبة يهرب من غزة دون اوامر القيادة.. سياسيًا، تعرت العصابة المجرمة أمام العالم، إذ فضحت عدوانيتها ووحشيتها في استهداف الأطفال والنساء والشيوخ وتبين للعالم الذي كان مخدوعا بالسردية الصيونية والاعلام الغربي لعقود أن هذة العصابة المجرمة المدعومة عالميا ما هي الا مجموعة مصاصي دماء واصبح قادة العصابة وجنودها ملاحقين قضائيا في معظم دول العالم ولا يستطيعون السفر حتى لداعميهم الا متسللين ، أما اقتصاديًا، فقد تكبدت مليارات الدولارات نتيجة تعطيل أعمالها التجارية، وتراجع ثقة المستثمرين في استقرارها وارتفعت معدلات التضخم نتيجة ان الفئة العاملة توجهت للانخراط في صفوف العصابة لنقص اعداد الجنود ومن جهة اخرى بقي من تبقى منهم في الملاجئ فلا حركة تجارية تدعم الاقتصاد ولا بيع و لا شراء ، وارتفعت تكاليف النقل بعد ان اغلق بوجهها البحر الاحمر بعد ان تمركز ابطال اليمن للسفن المتجهة لنجدة العصابة يصطادونهم كما يصطادون البط .واجتماعيا دبت الخلافات بينهم حتى رأينا قول الله تعالى باعيننا : بسم الله الرحمن الرحيم لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون. صدق الله العظيم
وبالإضافة إلى ذلك، كانت الضربة الكبرى على المستوى الأخلاقي. فقد ظهر الاحتلال أمام العالم على حقيقته ككيان دموي، لا يتردد في تدمير المنازل على رؤوس ساكنيها، ولا يجد حرجًا في ارتكاب كل انواع الجرائم. هذا التعري الأخلاقي أضعف موقف الدول الداعمة له، التي باتت تواجه احتجاجات شعوبها المتعاطفة مع غزة. في عواصم العالم، خرجت الملايين تطالب بوقف العدوان، موجهة رسالة واضحة: الشعوب لا تقبل بالظلم، وستظل تدافع عن الحق الفلسطيني هذا التحول في موقف معظم شعوب العالم الغربي و الحرج الذي دفع كثير من الدول الى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع عصابة الاجرام الصهيوني كان لها من الاثر ما تخطى خسائرة الاقتصادية و العسكرية .
وما يجعل غزة أكثر من مجرد بقعة جغرافية هو أنها أصبحت رمزًا للصمود والتفوق. مقاومتها التي ولدت من رحم المعاناة تحولت إلى نموذج يُدرس في الأكاديميات العسكرية ، الأنفاق التي حفروها بأيديهم العارية أصبحت كابوسًا لعصابة الاحتلال، والصواريخ التي صنعوها بموارد محدودة أظهرت تفوق الإرادة والعقيدة على أعتى الجيوش. المؤسسات العسكرية العالمية بدأت بمراجعة مناهجها لاستخلاص الدروس من تكتيكات المقاومة، ونموذج المقاتل الفلسطيني أصبح هو المعيار العالمي لقياس رباطة الجأش ، ما يؤكد أن غزة تجاوزت حدودها الجغرافية لتصبح مصدر إلهام لكل من يناضل من أجل الحرية.
أما الدول التي دعمت الاحتلال، فقد دفعت ثمن شراكتها معه. سياسيًا، تراجعت هيبتها أمام شعوبها، وواجهت انتقادات حادة بسبب دعمها لجرائم حرب موثقة. أخلاقيًا، فقدت مصداقيتها أمام العالم، إذ انكشفت ازدواجية معاييرها في الحديث عن حقوق الإنسان والعدالة. كل قنبلة أُلقيت على غزة، وكل صوت دافع عن الاحتلال، زاد من عزلة هذه الدول وفضح زيف شعاراتها.
وفي هذا المشهد، تبقى غزة حاضرة كآية من آيات الله في الأرض. فقد قال تعالى: "وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ" (آل عمران: 140). غزة التي سُقيت بدماء الشهداء أثبتت أن الأرض التي تحتضن الشهداء لا تهزم. أطفالها الذين يرفعون الحجارة ومقاوموها الذين يحملون أرواحهم على أكفهم، يشكلون معجزة من معجزات الصمود.
ومع ذلك، فإن الخسارة الأكبر كانت من نصيب عصابة الاحتلال المجرمة في هذه الحرب، حيث فشل مشروعها الاستعماري أمام بسالة المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني. انكشف زيفها أمام العالم، وتحولت من "قوة" يهابها البعض إلى عبء ثقيل على داعميها. لم تعد المقاومة مجرد حركة نضال، بل أصبحت رمزًا عالميًا، يجسد الحق الذي لا يموت. وكما قال الله تعالى: "إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ" (آل عمران: 160)، فإن النصر وعد إلهي للشعب الفلسطيني الذي يدافع عن كرامة الأمة.
غزة، التي أرادوها أن تنكسر، أصبحت قلعة للكرامة والعزة. بصمودها، كشفت هشاشة المشروع الاستعماري، وأثبتت أن الحق الفلسطيني أقوى من كل المؤامرات. العالم اليوم يرى الحقيقة: غزة تنتصر، وفلسطين باقية، والاحتلال إلى زوال. هذه ليست مجرد كلمات، بل حقيقة كتبها التاريخ بدماء الشهداء، وسيشهدها المستقبل قريبًا.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد